الإثنين - 09 أيلول 2024
close menu

إعلان

طل الملوحي... أيقونة الثورة الصادقة\r\n

المصدر: "النهار"
سوسن أبوظهر
A+ A-

في بدايات الثورة السورية، اكتسى الحراك الشعبي بوجوه أطفال درعا وأجسادهم الطرية، وصورة طل عُبيدة الملوحي، الشابة الهادئة التي أوقفت وعوملت كالمطلوبين الكبار.
بعد كر وفر في المعلومات عن مصيرها، أعلن "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أنه "بعد قرار محكمة الجنايات (الأولى في مدينة حمص) أمس (الأربعاء) بالموافقة على إعفاء الناشطة والمدونة السورية طل الملوحي من ربع مدة الحكم الصادر بحقها (خمس سنوات)، والموافقة الأمنية على القرار، من المنتظر أن يصادق النائب العام على القرار اليوم، وبعدها تخرج طل إلى الحرية من جديد".
وفي تفاصيل وردت على صفحات المعارضة السورية على موقع "فايسبوك" أن القرار أُرسل إلى سجن عدرا بعد الظهر، وأن إطلاقها قد يتم غداً. وكان وكيلها عمر قندقجي طلب إعفاءها من ربع عقوبتها، ووافق القاضي حسن حمدان والمستشاران أكرم ابرهيم وعماد منصور على إطلاقها فوراً "ما لم تكن موقوفة لسبب آخر". وبذلك تكون طل أمضت ثلاث سنوات وتسعة أشهر خلف القضبان، تنقلت خلالها بين أقبية جهاز أمن الدولة ومقر المخابرات وسجني دوما وعدرا للنساء، وهناك لم تنقطع والدتها عن محاولات زيارتها. وأفاد قندقجي أن موكلته لم تكن مشمولة في صفقة إطلاق السجينات، بعد تحرير المخطوفين اللبنانيين في أعزاز وإطلاق الطيارين التركيين في بيروت.
عمرها 22 سنة، ولدت في مدينة حُمص عام 1991. وصغر سنها لم يمنعها من إظهار وعي سياسي كبير تجلى في انتقادها النظام السوري ومطالبتها بإصلاحات ديموقراطية في البلاد. فقد كانت في الخامسة عشرة من العمر حين مثلت للمرة الأولى أمام التحقيق في 2006.
وعام 2009 استدعيت إلى السفارة السورية في القاهرة للاستجواب، ومُنع والدها من مرافقتها، وكانت الأسرة حاولت الاستقرار في مصر لحماية ابنتها، لكن المضايقات أرغمتها على العودة إلى سوريا. وتلقت طل "تحذيرات" من مواصلة النشر أو التواصل مع الصحف والمواقع الإلكترونية. وفي 28 كانون الأول من تلك السنة، أوقفها فرع أمن الدولة على خلفية عدم إذعانها ومواصلتها الكتابة السياسية وانتقادها النظام ورأسه. صودر حاسوبها وبعض الأقراص المدمجة والكتب. ولم ترد أنباء عنها طوال أشهر. غُيبت الشابة عن ذويها وحُرمت المشاركة في امتحانات الشهادة الثانوية. وفي كل مرة حاول والداها الاطمئنان عليها في مركز الاعتقال، كان يُقال لهم باقتضاب إنها بخير.
ويفيد ناشطون أن الأسرة علمت في نيسان 2010 أن طل عذُبت بوحشية، منذ بداية احتجازها حتى نهاية شباط من ذاك العام على الأقل، ولم يتوقف الأمر إلا لدى اقترابها من حافة الموت. ويُعتقد أنها نُقلت إلى مقر المخابرات في حزيران، ولم يعرف أهلُها بوجودها في فرع التجسس سوى في تموز 2010.
وقبيل اندلاع الثورة السورية، وفي 14 شباط 2011، حُكم عليها بالسجن خمس سنوات بتهمة إفشاء معلومات لدولة أجنبية، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
طل الملوحي صارت أيقونة للثورة السورية، الثورة التي انطلقت صافية وصادقة ثم خطفتها الجماعات التكفيرية. يقارنها كثيرون بزنوبيا، ويلقبونها سيدة سوريا الأولى. غير أنها ليست البطلة الوحيدة، فالسجينات السوريات المُطلقات لسن أرقاماً، وعلينا أن نحفظ قدر الإمكان الأسماء والوجوه. آمنة وماري من اللاذقية، مها من دمشق، هيام من كفرشمس، عائشة من حمص، غدير من السويداء، رنيم من ادلب، فاطمة من حماه، ميادة من الحسكة، ابتسام من دوما، أماني من المعضمية، أماني من عربين، مازنة من جوبر، فداء من دير سلمان، هيا من درعا، منال من الصنمين... ولا تزال هناك أكثر من 4300 سجينة في أقبية النظام السوري.



[email protected]
twitter:@SawssanAbouZahr

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم