الإثنين - 09 أيلول 2024
close menu

إعلان

هل تخاطر أميركا بحلفائها بتقاربها مع إيران؟

رندة حيدر
A+ A-

هل يتخذ التقارب الأميركي مع ايران حجماً اوسع واشمل من تسوية الخلاف على المشروع النووي الإيراني ليشمل مواضيع اساسية اخرى في المنطقة؟ هذا هو السؤال الذي بدأ يُطرح في الاوساط الإسرائيلية الرسمية والعامة، مع تصاعد الحديث عن ان هذا التقارب قد يكون مقدمة لعودة الدور الإقليمي لإيران في المنطقة بدءاً من العراق وسوريا ولبنان.
شكّل الانفتاح الأميركي على طهران تحدياً أساسياً لنتنياهو الذي منذ توليه رئاسة الحكومة الإسرائيلية للمرة الاولى عام 2009 لم يتوقف عن التحذير من خطورة حصول دول يحكمها رجال الدين على قدرات عسكرية نووية. ولطالما استغل المواقف المتشددة للرئيس الإيراني السابق محمود احمدي نجاد لاتهام النظام الإيراني بالعداء للسامية، والتحذير من ان حصول إيران على القنبلة النووية يشكل خطراً وجودياً على إسرائيل شبيهاً بخطر المحرقة النازية. وبالفعل نجح من خلال سياسة التهويل والتهديد في تجنيد المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة لفرض عقوبات اقتصادية على إيران، مع الاستمرار في التلويح بالهجوم العسكري على المنشآت النووية الإيرانية اذا لم توقف إيران مشروعها النووي.
اليوم يرى نتنياهو أن كل الجهود التي بذلها في السنوات السابقة على وشك ان تتبخر. فبعد تراجع خيار الهجوم العسكري على إيران، بات هدفه الاساسي اليوم اقناع الأميركيين بخطورة تخفيف العقوبات عن إيران قبل التوصل الى اتفاق نهائي معها. وفي رأيه إنه اذا استطاعت إيران التخلص من العقوبات من غير أن تتخلى عن مشروعها النووي، فان هذا يعني ان على إسرائيل الاستعداد منذ الآن للتعايش مع إيران نووية.
لكن المخاوف التي يوقظها التقارب الأميركي مع إيران لا تقتصر على الإسرائيليين بل تشمل عدداً من الدول العربية في المنطقة التي تخاف أن تأتي الصفقة مع إيران على حسابها. وهكذا وضع انفتاح إدارة أوباما على طهران العلاقات التاريخية الاستراتيجية للولايات المتحدة مع حلفائها في المنطقة على المحك. فالى اي حد هذه المخاوف محقة؟
ثمة مصلحة إسرائيلية في المبالغة في تصوير مخاطر التقارب الأميركي مع طهران على التحالفات الاستراتيجية للولايات المتحدة مع دول المنطقة وفي مقدمها إسرائيل. ومن المبكر الاستنتاج ان هذا التقارب يهدد التحالفات الاستراتيجية للولايات مع دول المنطقة والتي تعود الى سنوات طويلة وتستند الى مصالح عميقة الجذور. لكن المصلحة الأميركية في المحافظة على علاقاتها الجيدة مع حلفائها التقليديين في المنطقة لا تمنعها من التحاور مع خصومها التقليديين. اما اعتبار التقارب مع طهران يعزز دورها الاقليمي، فهو في حاجة الى وقت لاختبار مدى صحته.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم