الإثنين - 09 أيلول 2024
close menu

إعلان

طبخة الحل السلّوية استوت

ناجي شربل
A+ A-

أخذت شؤون كرة السلة اللبنانية وقتاً اكثر من اللازم لسلوك طريق الحل. واذا كان الموسم الماضي لم يعرف النهاية في الملاعب، للمرة الاولى منذ 1996، فإن الاجازة المفترضة للعبة في فصل الصيف، اختلفت عما كانت عليه سابقاً، وخرقتها اتصالات بعيدة من الاضواء، اسست لفتح كوة في جدران كانت تفصل بين شرائح واسعة من اهل اللعبة.


تأخر الاجتماع العام الذي دعا اليه رئيس اللجنة الاولمبية جان همام في النادي الرياضي غزير، علماً ان ظروف انعقاده سابقاً لم تكن متاحة لاسباب عدة، إذ إن اياً من افرقاء النزاع لم يكن جاهزاً للاستماع الى الآخر، وكانت “القلوب مليانة”، فخفت هدير الكرة، وساد الصمت الملاعب.
وكلمة تحق تقال، ان اللعبة لم تعرف اجواء تشنج كما شهدنا في الموسم الماضي. والاصح ان السبب الرئيسي لاشعال فتيل الأزمة، كان يمكن تلافيه بقليل من الحكمة والتصرف بمسؤولية. وبصراحة اكثر، يمكن القول ان “المشكل الفعلي” غاب عن الموسم الماضي، اذ تمحورت الخلافات في اجواء انعدام الثقة لاسباب ليس المجال متاحاً الآن لذكرها.
في اي حال، يعوّل الجميع على موسم جديد، لا بل مواسم لا تتعطل فيها البطولة اياً تكن الخلافات. ويتطلع أهل اللعبة الى آلية تنظم العمل، وتتجه معها الانظار الى المنافسات في الملاعب وليس في المكاتب.
واتناول دائماً النماذج الالمانية في الادارة الرياضية، وآخرها رفض لجنة الاحتكام في الاتحاد الالماني لكرة القدم احتجاج فريق تي اس جي هوفنهايم ومطالبته بإعادة مباراته وباير ليفركوزن، بعد ثبوت تسجيل مهاجم الاخير ستيفان كيسلينغ اصابة التعزيز 2 – 0 (انتهت المباراة 2 – 1)، بكرة رأسية دخلت من ثقب في الشباك الخارجية.
جاء رفض لجنة الاحتكام الالمانية، معززاً بالنية السليمة للحكم فليكس بريتش، الذي لم يشاهد ما جرى.
طبعاً قد يقتنع كثيرون بصوابية القرار من عدمها، لكنهم يثقون بشفافية لجنة الاحتكام. وهنا بيت القصيد في اللجان الخاصة بفض النزاعات، والتي يراها البعض هنا لجاناً تفصّل وفق قياسات معينة!
فقد استغربت ما يتردد عن تسمية النوادي مرشحين للجنة الاحتكام وفض النزاعات وفق “كوتا”، يراد منها التعامل مع الموضوع من باب المحاصصة، فيما المطلوب تسليم كلمة الفصل الى سلطة محايدة لا يشكك البعض في عدالة حكمها.
وأعود هنا الى ايام الكبير انطوان شويري الذي واجه معضلة في تصحيح اوضاع التمثيل في اللجنة الادارية الاولى للاتحاد الذي ولد في مرحلة النهوض باللعبة بعد نهائي 1996، وبعد انتخابات “اللون الواحد” في الاونيسكو، والتي استدعت خروج بعض ممثلي النوادي الكسروانية.
في ليلة ماطرة في منزل شويري في عجلتون، لم تسفر ساعات الليل المتقدمة عن حلّ في خروج أحد مرشحين. وقرابة الخامسة فجراً وبعدما أمضى الوقت مراقباً من دون ان ينبس ببنت شفة، قال شحادة القاصوف: “اذا كملتوا هيك فلن تصلوا الى حلّ”، ثم عرض حلاً كاملاً لم يكشف عنه، الا بعد نيله موافقة الحاضرين جميعهم على مضمونه من دون شروط. كانت القرعة “الموجهة” لاستبعاد أحد اسمين، وخرج الجميع منتشين لتقلع اللعبة الى أعلى. يومذاك استغرب شويري تأخر القاصوف في عرض حلّه السحري. ورد الاداري المحنك بالقول انه تريث الى ان تأكد له ان الامور استوت وان الجميع مستعدون للقبول بالحل، “وشو بعمل اذا هني ما كانوا حاضرين؟”.
قد تكون “طبخة الحل السلوية” استغرقت فصل الصيف وفترة الاستراحة الفاصلة. وعسانا نشهد انطلاقة تعمّر في حدها الأدنى 16 سنة، كالفترة التي تلت عدم انهاء موسم 1996.


[email protected]


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم