الإثنين - 09 أيلول 2024
close menu

إعلان

هل تضطلع السعودية بدور لملء الفراغ؟ التداعيات السورية والحكومة في زيارة سليمان

خليل فليحان
A+ A-

يجري رئيس الجمهورية ميشال سليمان اليوم الاثنين محادثات مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد الامير سلمان ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل تركز على العلاقات الثنائية في كل المجالات، وهي جيدة جداً. فالمملكة هي الداعم الاول للبنان في المحافل العربية والدولية وسند أساسي في تقديم المساعدات المالية عندما يتعرض لاعتداءات اسرائيلية، ولم تتأخر في تسديد الحصة المطلوبة منها لتمويل ما يحتاج اليه اللاجئون السوريون من مال.


الا ان مجيء السعوديين الى لبنان، تراجع خلال الأشهر القليلة الماضية في شكل ملحوظ، فاتخذت اجراءات احترازية بقرارات من وزارات خارجية دول التعاون الخليجي، مع الإشارة الى أن أي حادث احتجاز لحرية أو إخفاء لم يسجل الا باستثناء حادث إخفاء واحد حصل في إحدى القرى البقاعية لكويتي واحد، وأفرج عنه بعد وقت قصير من إخفائه.
ويتطرق سليمان في محادثاته في الرياض اليوم الى تأثيرات الموقف السعودي المناهض للنظام السوري لدى عدد من الفاعليات السياسية المؤيدة له، وانزعاج الرياض من حملات تتعرض لها المملكة من بعض السياسيين ورجال الدين والاعلام ضد موقفها من الأزمة السورية، وهذه من الأمور التي يصعب معالجتها لأن المنتقدين يؤيدون إيران في موقفها الداعم للنظام. كذلك فإن السعودية تطالب علناً وعلى لسان مسؤوليها بانسحاب مقاتلي "حزب الله" من سوريا وهذا أيضاً مطلب يتجاوز طاقة الحكم على تنفيذه، وسبق للرئيس سليمان أن قرر التزام سياسة النأي بالنفس و"إعلان بعبدا" التي تشجعها المملكة.
وتأتي المحادثات عقب التوتر الأميركي – السعودي، وسببه ما لم تنفّذه واشنطن في شأن ما وعدت به بعد استعمال السلاح الكيميائي في الغوطة، وكذلك التقارب الأميركي – الايراني، وان الرياض على قلقها من هذين الملفين على الرغم من التطمينات الاميركية أن موقع المملكة بالنسبة الى الولايات المتحدة لن يتغيّر، وتوجت بزيارة وزير الخارجية جون كيري للعاصمة السعودية مطلع الأسبوع الماضي.
أما الأزمة السورية الدائمة الاشتعال منذ أكثر من 30 شهراً فهي غير قابلة للحل في المدى المنظور على الرغم من جدية المساعي التي تبذلها واشنطن وموسكو، ولكنهما في الوقت نفسه تعرقلان الوصول الى طاولة جنيف – 2، لأن كلاً منهما منحاز الى فريق أو يؤيد مطلبه.
ويركز سليمان على التداعيات السلبية لتلك الأزمة على لبنان أمنياً بخروق سورية مستمرة على الحدود البقاعية والشمالية مع لبنان، والذريعة أن مطاردة قوات النظام الارهابيين في محاذاة بعض القرى الحدودية تؤدي الى مثل هذه الخروق، إضافة الى الاتهامات السورية بنقل أسلحة الى الداخل من الأراضي اللبنانية، فيما الجيش اللبناني منتشر على طول الحدود المشتركة وقد منع أكثر من محاولة نقل أسلحة.
أما الملف السياسي اللبناني فسيكون المحور الأبرز من محادثات سليمان مع الملك عبد الله، بحيث سيعرض المأزق الفعلي للحالة السياسية غير المستقرة من تعثر تشكيل الحكومة، وخطورة امتداد ذلك الى ما بعد 25 أيار المقبل موعد انتهاء الولاية الرئاسية له، والتشديد على رفضه التمديد تحت أي شكل. وفهم من مصادر مقربة من بعبدا أن سليمان لن يكتفي بعرض للوضع السياسي، فقد يطلب من الملك المساعدة على تليين موقف من يمون عليهم للقبول بالاشتراك في حكومة جامعة كما يفضلها رئيس الجمهورية في هذا الوقت بالذات، لأن أي بديل غير متوافر، وتحمل المسؤولية أفضل من الفراغ السياسي.
وأشارت الى أن اللقاء مع الرئيس سعد الحريري سيركز على إقناعه بالقبول بحكومة جامعة، فهل ستكلل الزيارة للمملكة بتسهيلات لتشكيل الحكومة ولمزيد من المساعدات لتحمل أعباء اللاجئين السوريين بعدما لم يسدد مما تقرر في مؤتمر الكويت لدعم النازحين السوريين في 30 كانون الثاني 2013 سوى 47 في المئة من مجموع المبلغ الذي تقرر، ووافقت 14 دولة على استيعاب لاجئين سوريين، مع الإشارة الى أن سليمان سيحضر المؤتمر الثاني في الكويت في كانون الثاني المقبل 2014. ووفقاً للمقربين أيضاً يسعى سليمان في زيارته الرياض بعد طهران الى تحصين الاستقرار السياسي والحوار.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم