الإثنين - 09 أيلول 2024
close menu

إعلان

"حكومة الثورة".. وزيرة واحدة لـ"شؤون الاسرة"

المصدر: - "النهار"
محمد نمر
A+ A-

أطل "الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" من اسطنبول بمولوده الأول من نوعه، حكومة من ثمانية وزراء ورئيس ونائب رئيس. وبقيت ثلاث وزرات أخرى في انتظار تسمية من سيتسلم حقائبها. وفي وقت يغيب فيه أي حل للأزمة السورية، اعتبرت المعارضة ولادة أول حكومة بمثابة "انجاز تاريخي".


ترأس الحكومة أحمد طعمة، أما المنتخبون فهم نائب الرئيس أياد القدسي (71 صوتاً)، و8 وزراء: أسعد مصطفى: وزير الدفاع ( 64 صوتاً)، ابرهيم ميرو: وزير المالية والاقتصاد (72 صوتاً)، محمد ياسين النجار: وزير الاتصالات والصناعة ( 66 صوتاً)، عثمان بديوي: وزير الادارة المحلية ( 67 صوتاً)، فايز الظاهر: وزير العدل ( 65 صوتاً )، الياس وردة: وزير الطاقة والثروة الحيوانية ( 67 صوتاً)، وليد الزعبي: وزير البنية التحتية والزراعة (63 صوتاً)، تغريد الحجلي: وزير الثقافة والاسرة ( 62 صوتاً).
بعيداً عن عدد الوزارات والأصوات الناخبة لكل وزير، اختصرت المعارضة السورية التي يفترض انها تستمد قوتها من مبادىء الحرية والديموقراطية والمساواة، دور الامرأة الثائرة بوزراة واحدة غير سيادية، ما استدعى انتقادات وتساؤلات عدة من ناشطات وناشطين مؤيدين لـ"سوريا المدنية".
هذه ليست لحظة ترف فكري في تاريخ "الثورة"، ولا لحظة غض نظر عن مآل التطرف والاسلمة الآخذين في التمدد على الارض، لكن تبقى حقيقة ان كل ما يزرع اليوم، لا سيما من دعاة "المدنية" ستنجم عنه ملامح في سوريا "الجديدة. من هذا المنطلق، اعربت رئيسة لجنة العلاقات العامة في شبكة المرأة السورية "شمس"، والعضو في مؤتمر "كلنا سوريون" الفنانة عزة البحرة عن انتقادها لحجم تمثيل المرأة في الحكومة، مرددة: "مؤسف ألا تأخذ الامرأة السورية مكانتها في أي تمثيل أو دور لصنع سوريا المستقبل".
البحرة وعبر "شبكة المرأة السورية" تناضل من أجل اشراك الامرأة بصناعة القرار في مستقبل سوريا، إلا أنها لا تنكر أهمية الوزارة التي اسندت للامرأة في الحكومة، اي "الثقافة والأسرة". وتقول: "ليست وزارة هامشية، ومشكلتنا فقط في تمثيل الامرأة لكن ليس بدور الوزارة"، مضيفة انه "من أجل تأسيس مجتمع واع ومدرك، أول ما نفكر فيه التربية والثقافة، وعبر هذه الوزارة يجب المساهمة بصناعة مجتمع مدرك لمهماته وانتمائه".
وأعادت البحرة سبب عدم تمثيل الامرأة في الحكومة بشكل جيد، إلى ما اسمته "رؤية منتشرة لدى الرجال بشكل عام"، وأسفت كون "الرجال يرون مساهمة الامرأة على الأرض في مقارعة النظام وتحمل المسؤولية والتعب والارهاق، لكنهم لا يرون مساهمتها الفعالة في السياسة، انهم يعتبرونها قاصرة سياسياً ويتعاملون معها على أسس التفضيل، وكأنهم يقولون: على عين المجتمع عطيناها دور".
وتحدثت عن اشكالية كبيرة مع النظام في شأن دور المرأة وحجم تمثيلها، حيث تعتبر أن للنظام رؤية معروفة تجاه الامرأة، لكنها لا تقبل من جهات سورية معارضة تطالب بالوصول إلى أكبر قدر من الحرية ورفع الاستبداد أن تحجّم تمثيل المرأة، خصوصاً من قبل المعارضة الليبرالية التي تطالب بحرية الرأي والفكر وحقوق المرأة.


"التهميش الكبير"


عضو "اتحاد شباب سوريا من اجل الحرية – دمشق" الناشطة شيماء البوطي انتقدت أيضاً "التهميش الكبير في دور الامرأة، خصوصاً في السياسة، علماً أن للامرأة في الثورة السورية دوراً فعالاً جداً، إذ كانت شريكة الرجل ووقفت معه جنباً إلى جنب، كما احتفظت بدور سياسي ثوري مدروس ".
تعود شيماء الى ما قبل الثورة، مذكرة بأن "الرجل والامرأة حينها كانا مهمشين، ولم يكن لهما أي دور سياسي.. لم يكن هناك أحزاب ولا وعي سياسياً بل كان هناك حزب واحد وصبغة واحدة، أما أحزاب ما قبل الثورة فكانت متشابهة ومفرغة من مضمونها". اما أثناء الثورة، فـ"أثبتت الامرأة وجودها وحضورها الحقيقيين، وكان من المفترض رفع حجم تمثيلها، وإلا لماذا قمنا بثورة طالما أن دور المرأة سيبقى مهمشاً؟".
ووصفت اقتصار تمثيل الامرأة على حقيبة وزارية واحدة بـ"الغبن الممارس من قبل مشكلي الحكومة"، معتبرة أن "تشكيلة الحكومة غير محسوبة جيداً، وهناك قطيعة بين هذه التشكيلة والثوار على الأرض، ووجودهم لم يأت عبر تمثيل حقيقي من الناس والقوى على الأرض، لكن رغم ذلك فإن أي تشكيل سيكون ايجابياً أكثر من وجود النظام بحد ذاته، وفي نهاية المطاف لن نقف ضد هذا التشكيل لأنه يبقى أفضل من النظام".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم