الإثنين - 09 أيلول 2024
close menu

إعلان

اتفاق جنيف والامتحان الصعب !

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

اتفاق جنيف إنجاز مهم، قد يؤدّي إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات الإيرانية - العربية، إذا التزمت طهران النصوص وما تعهَّدت به.


وخصوصاً بعد السفور عن الدور الفعّال والواسع النطاق الذي أُفْرِدَ للروسيا العائدة بطنّة ورنّة الى المنطقة العربية والمياه الدافئة التي طال شوقها إليها.
إلا أن الأهم يكمن في النيّات الإيرانيّة. وما إذا كانت ناوية حقاً على الخير، وعلى مغادرة "مصانع" الاضطرابات والأزمات والأحداث الخطيرة في المشرق العربي، والخليج العربي، والعالم العربي بكل دوله... وبالتزامن مع مغادرتها مصانع الأحلام النوويّة التي أدخلتها في اشتباكات سياسيّة، وخصومات حادة، ومقاطعات شملت ثلاثة أربع الكرة الأرضيّة.
لا شك في أن إيران سعت إلى لعب دور "الدولة العظمى" في المنطقة. وحاولت أن تتمدّد سياسياً. وقد وُجدت بصماتها في الكثير الكثير من الأحداث الكبرى حتى في أفريقيا، وفي الأميركتين أيضاً.
وهي ذاتها بيت القصيد في ساحات الاضطرابات، وتفاقم الخلافات، والمواجهات من العراق إلى سوريا، فلبنان طبعاً، مروراً بمصر وتونس وليبيا، في شكل أو آخر.
من الطبيعي، إذاً، أن يكون التحفّظ، والانتظار، والصمت هنا وهناك، ريثما يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود، والأبعاد السياسيّة، وما يحصل في سوريا، والى أين يأخذون لبنان.
وفي هذين البلدين يكمن الامتحان الصعب للإتفاق "التاريخي"، مثلما تتكدّس أحداثٌ وأمور تأزيميّة ومصيرية معقّدة للغاية، ومطلوبٌ من إيران بالذات حلّها، لا من الروسيا العظمى التي يهندس خطواتها القيصر الجديد فلاديمير بوتين، ولا من أميركا التي انكفأت الى الداخل... من غير أن تلملم أطراف فشلها المنتشر في الشرق والغرب معاً.
فهل يشمل اتفاق جنيف هذه الأمور الملحّة، وهذه اللائحة الأساسيّة من الأزمات الكبرى والمتصلة بحياة شعوب ومصائر دول لا حاجة الى تكرار أسمائها، أم أن وضع المنطقة شيء والبرنامج النووي شيء آخر؟
و"القضيّة" الفلسطينية، الأم الشرعيّة لكل هذه الحروب والأحداث والأعاصير السياسية، هل تطرق إليها المجتمعون أم سيتطرق إليها الكلام في المرحلة اللاحقة؟
فإذا أٌبقيت هذه "القضية" في عناية الإهمال، فإن كل الاتفاقات والتفاهمات معرّضة لعواصف لم تعد نماذجها غريبة على أحد.
أما بالنسبة الى لبنان، فليس أسهل من كشف الغطاء عن طبخة جنيف، وفي مادتين: تأليف حكومة جديدة، وانتخاب رئيس للجمهورية يخلف الرئيس ميشال سليمان.
قد تفتقر التسوية الشاملة الى "مؤتمر مكمّل" يضمّ المملكة العربيّة السعودية والعراق ولبنان ودول الخليج. وباكتمال الأفراح...


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم