الإثنين - 09 أيلول 2024
close menu

إعلان

لبنان في صلب الاتصالات غير المعلنة \r\nواشنطن وموسكو مع تحريك الجمود السياسي

خليل فليحان
A+ A-

تبلّغ لبنان تفاصيل الاتفاق النووي بين الغرب وايران، من كل من سفيري اميركا وروسيا ديفيد هيل والكسندر زاسبكين، وما رافق المفاوضات التي كانت صعبة وشاقة. اطلع هيل امس رئيس الجمهورية ميشال سليمان على موقف الرئيس الأميركي باراك اوباما الذي دافع بقوة عن هذا الاتفاق قبل التوصل اليه وهو الذي وافق على اعطاء ايران الحق في الاستمرار بتخصيب الاورانيوم من دون عقبات، شرط عدم تجاوزه عتبة الـ 5 بالمئة منعا لتمكين طهران من انتاج السلاح النووي.


أما زاسبكين، فقد ابلغ وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور الاثنين الماضي بخلفيات الموقف الروسي الذي يعتبر انه كان من مشجّعي ايران على المضي بهذا الاتفاق في خطوة اولية من برنامج يحتاج الى الكثير من جلسات التفاوض ليصبح نهائياً، ولجعل طهران تنضمّ الى المجتمع الدولي وفق تعبير اوباما.
ولم يتردد زاسبكين في القول ان الاتفاق المرحلي الذي تم التوصل اليه هو في معظمه من هندسة الرئيس فلاديمير بوتين. واشار الى ان بلاده ترى ان هذا الاتفاق لا يقتصر فقط على البرنامج النووي الايراني، بل سيؤثر ايضا على القضيتين السورية والفلسطينية، وعلى بذل المساعي لاقناع اسرائيل التخلي عن اسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها، ولجعل المنطقة خالية منها.
ولم يعرف بعد ما اذا كان سفراء بريطانيا وفرنسا والصين والمانيا سيتحركون في اتجاه المسؤولين، اضافة الى السفير الايراني. وفي تقدير مصدر ديبلوماسي، ان السفراء الستة الذين عملوا فريقاً واحداً، يحرصون على الاقل من الفريق الغربي على شرح تأثيرات الاتفاق والخطوات التكميلية له.
ورأت مصادر مسؤولة اطلعت على الموقفين الاميركي والروسي ان كلا الفريقين مصمّم على انجاز الاتفاق المرحلي، نظرا الى النتائج الايجابية الناجمة عنه، بدليل مدة التفاوض التي استغرقت 60 ساعة واربعة ايام متواصلة من دون انقطاع، الا فترة النوم وتناول الطعام.
وثمّنت ما قام به المفاوض الايراني الذي اظهر براعة وحنكة، فأقنع ممثلي الدول الست التي كانت على خصام معه وفرضت عليه أقصى العقوبات وعزلة عن العالم حتى تراجع اقتصاده، وربما كان هذا السبب من بين الواقع التي جعلت الرئيس حسن روحاني يعطي وزير الخارجية محمد جواد ظريف الضوء الأخضر للتفاوض بحرية أدت الى التوصل الى اتفاق هو بحق "تاريخي"، من دون ان ننسى الجهة المقابلة المفاوضة.
وتوقعت تغييرات في النفس السياسي اللبناني الذي قد ينعكس ايجابا في الاتصالات الهادفة الى تشكيل الحكومة، اذا انضمت السعودية الى الجهود المبذولة لانقاذ البلاد من الغرق في الاقتتال ذي الصلة بمثيله الجاري في سوريا.
ودعمت توقّعها بالتذكير بأن الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن كانت قد تعهدت في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العمومية في الامم المتحدة، دعم لبنان وحمايته من أي انزلاق يصيب استقراره السياسي والامني.
وأفادت ان ما لم يذكر في الاتفاق التقني والعلمي البحت، هو ما يهمّ لبنان من اتصالات جارية بين واشنطن وطهران وباريس وموسكو من اجل تحصين لبنان ضد تداعيات الازمة السورية، بعدما حصد الكثير منها، ولا سيما التدفق اليومي للاجئين السوريين وما يسفر عنه من زعزعة للديموغرافيا والخلل الامني والسياسي.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم