الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

سجالات طرابلس حرّكت الاتجاه إلى التعويم؟ اللعبة الصعبة تُنهك الجميع وتُفاقم الاهتراء

روزانا بومنصف
روزانا بومنصف
A+ A-

تضع مصادر سياسية الكلام على اعادة تعويم حكومة تصريف الاعمال في اطار رد الفعل على الاتهامات السياسية التي حصلت في موضوع طرابلس حيث لعبت الحملات التي استهدفت رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من شخصيات محسوبة على تيار المستقبل في مسؤوليته المفترضة عن التدهور في طرابلس، دورا في اعادة تعويم الحكومة الى الواجهة. اذ تفيد هذه المصادر ان الرئيس ميقاتي ابلغ الرئيس فؤاد السنيورة بدرسه اعادة تعويم حكومته من اجل بحث موضوع الامن في طرابلس، كونه لا يتحمل رمي الكرة في ملعبه وتحميله وحده مسؤولية ما يجري، وفقا لما تسوق هذه الحملات، بحيث يتولى مجلس الوزراء تحمل المسؤولية مجتمعا. وقد استمهله السنيورة وفق ما افيد، بضعة ايام قبل اتخاذ اي موقف نظرا الى ان الحملات تولاها في شكل اساسي اللواء اشرف ريفي الذي وجّه انتقادات قاسية للرئيس ميقاتي على خلفية عدم ضبط الوضع جديا في طرابلس ودعم بعض الافرقاء فيها. وفيما لم يتضح رد السنيورة على تلويح ميقاتي بالتفكير بانعقاد الحكومة، فان مبادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى اقفال الباب امام هذا الاحتمال باعلانه ان لا ضرورة ملحة تستدعي اجتماعا لمجلس الوزراء اقفلت في الوقت نفسه بابا خلافيا يمكن ان يتسع في غير اوانه ويساهم في زيادة عوامل الانقسام والتفرقة. وبهذا المعنى استخدم الرئيس ميقاتي هذا الاحتمال اي التفكير في امكان دعوة مجلس الوزراء للانعقاد من اجل هدف محدد وليس لغاية ابعد من ذلك، اقله في المرحلة الراهنة نظرا الى وجود معلومات تفيد بأن هناك اتفاقا مع الرئيس ميقاتي على عدم الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء ما لم يكن هناك توافق حولها، فيما الحملات من نواب وسياسيين وسواهم خرقت الى حد ما التوافق القائم وفق ما تقول هذه المصادر. الا ان مصادر اخرى لا تستبعد ان تكون وراء الكلام على دعوة مجلس الوزراء للانعقاد ضغوط غير مباشرة واخرى معلنة على غرار تلك التي يمارسها افرقاء من اجل تلزيم موضوع النفط من جهة، على رغم ان موضوع النفط غير قابل للصرف في سياق الازمة التي يواجهها لبنان في ظل غياب حكومة مسؤولة وغياب الاستقرار، وتمهيدا او مقدمة للمرحلة الثانية التي يتحدث كثر فيها عن تسلم حكومة تصريف الاعمال السلطة مع صلاحيات رئيس الجمهورية في حال عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية من جهة اخرى.


وتقول المصادر السياسية ان رئيس الجمهورية لا يوافق على تعويم حكومة من اجل ادارة الوضع في البلد في غياب ممثل تكويني مهم في البلد عن هذه الحكومة في حين ان الذرائع التي باتت تقدم من اجل دعوة مجلس الوزراء الى الاجتماع ضعيفة وغير متينة. اذ ان اركان الدولة لجأوا مرارا حتى الآن الى دعوة المجلس الاعلى للدفاع من اجل معالجة موضوع الامن المتفلت واتخاذ القرارات المناسبة للجم الوضع وتهدئته بديلا من عدم القدرة على دعوة الحكومة للاجتماع لتولي هذه المسؤولية علما ان هناك شكوكا كبيرة ان تستطيع الحكومة في شكل عام اتخاذ اجراءات اكثر من الاجراءات الامنية التي كلفت الجيش ادارة الوضع الامني في طرابلس حتى الآن ما لم تكن هناك حاجة الى اعلان حال الطوارىء، ولهذه مقاربة مختلفة . كما ان المصادر السياسية المعنية تخشى ان يساهم اي قرار يمكن ان تتخذه حكومة غير ممثلة للجميع ولا تحظى بتوافق الاطراف كافة الى اثارة مزيد من الحساسيات في موضوع طرابلس بالذات فتساهم في تسعير الامور بدلا من تهدئتها.
على ان المصادر نفسها تعرب عن اعتقادها بصعوبة تعويم الحكومة اقله في سياق الظروف القائمة راهنا وقد فقدت الكثير من هيبتها وصدقيتها على خلفية الوضع الذي آل اليه البلد. يضاف الى ذلك ان بعض التطورات الكبيرة حصلت منذ تقديم الحكومة استقالتها قبل ما يزيد على ثمانية اشهر، ان لجهة تدخل "حزب الله" في سوريا واستمرار خرق اعلان بعبدا عمليا وسياسيا من خلال مواقف تورط لبنان في سياسات اقليمية خطيرة اضطرت رئيس الجمهورية الى الخروج عن صمته والتصدي لها في الاسبوعين الاخيرين من موقع مسؤوليته عن البلد وحماية لمصالحه ومصالح ابنائه، مما يجعل تعويم الحكومة شكلا من اشكال الصراع القائم عبر لبنان وتحديا لمسار قد يترك انعكاساته الخطيرة اكثر فاكثر على لبنان. فاستقالة الحكومة قبل اشهر كانت في شكل ما تعبيرا عن توازن تواجدت الظروف والرغبة في اعادة احداثه ولو انه تمت عرقلة ترجمته حتى الآن من خلال عرقلة تأليف حكومة الرئيس المكلف تمام سلام. وربّ قائل إنّ هذا الاحتمال سيكون واردا بقوة مع انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان وعدم انتخاب بديل ، لكن الوضع سيكون ان هناك امرا واقعا سيفرض من دون ان يعني ذلك اكثر من ازدياد حال الاهتراء والمزيد من التراجع على كل الصعد.
يقلل بعض السياسيين اهمية الكثير مما يجري على قاعدة انه لعبة سياسية صعبة لكسب النقاط في مرحلة الانتظار القسرية التي يوجد فيها الافرقاء السياسيون في ظل عجزهم عن تقديم اي مبادرة للخروج من حال المراوحة والجمود التي باتت تنهك الجميع وتطرح تحديات ازاءهم امام اللبنانيين.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم