الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

المطلوب حكومة جديدة... وعاجلاً

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

قال تعويم قال. تعويم ماذا؟ تعويم المزيد من الفساد والتسيّب؟


تقشعرُّ الأبدان، بصيغة الجمع، لما تراه الأعين وتسمعه الآذان. ولما يُقال ويُشاع ويُذاع عن الفظائع في الدولة الغابة، وبصيغة الجمع أيضاً. وفوق صنوبر بيروت، وفضائيّات العالم.
لكن الفضيحة الكبرى كانت ستتمُّ وتُزكم رائحتها حتى أنوف الأطفال، لو تمكَّن الواعدون أنفسهم بالصفقات الضخمة عَبْر تعويم الحكومة المزيَّنة دائماً بورود الفساد بفضل "فروسيَّة" بعض أعضائها، الأغنياء عن كل تعريف.
إلا أن الفساد فضيحة لبنانية دائمة. لكن الكارثة الأكبر بقاء البلد بلا حكومة، وعن تصميم على تفكيك الدولة المعطّلة.
الرئيس ميشال سليمان عافاه الله وأخَذ بيده طمأن الجميع، بمن فيهم أصحاب الشهوات الدائمة إلى المزيد من المسالب، إلى أن لا تعويم للحكومة الراقدة منذ نيِّف وثمانية أشهر.
وعوَض البحث عن وسائل لتعويم حكومة أكَلَ الفساد عليها وشرب، تعالوا بغيريتكم ولهفتكم على المصلحة الوطنيّة، وعلى ما تحت بحار لبنان المُهتك والمُنهك، نتآزر ونتعاون لـتأليف حكومة جديدة تُعيد الحياة والحركة والأمل وعاجلاً.
حكومة جديدة ولو لأشهر معدودة. بوجوه جديدة تُوحي الثقة، وتحضًّ اللبنانيين جميعهم على التمسّك بوحدتهم ودولتهم، إذ ليس كل الوزراء من طينة المجبولين بالفساد والجشع والفضائح.
تعالوا نستعيد ثقة الأشقَّاء العرب، وثقة المجتمع الدولي، وثقة المؤسَّسات التي تعشق هذا اللبنان، لكنها فرَّت هرباً من طغمة الفاسدين والباحثين عن المكاسب، بأي ثمن كان.
لم يفُت الأوان بعد. ولن تتمكَّن الفتنة من لبنان.
ولا مصلحة لهذه الطائفة المهيمنة اليوم، أو تلك التي كانت مهيمنة بالأمس، في زجّ بلد الثماني عشرة طائفة في الآتون السوري، أو تحويله سلعة في المزادات الأقليميَّة، وخصوصاً بعدما سبحت إيران بكل غبطة وثقة في بحر أميركا والدول الست... وبعدما جاهرت إسرائيل بلسان رئيسها برغبتها في ممالحة طهران، والجلوس إلى مائدة التفاهم والتناغم.
إذاً، الصورة صارت واضحة. وبالألوان الطبيعيَّة. وموسكو تستقبل الوفود السعوديَّة والخليجيَّة والعربية تباعاً. ويقترب حضورها في المنطقة كل يوم أكثر من الذي قبله.
والكلام عن "نأي" واشنطن عن المنطقة العربيَّة، والمشرق برمَّته لا يشبه من قريب أو بعيد كلام رئيس الحكومة "المصبَّرة" على النأي بلبنان عن الجحيم السوري.
فما حصل ويحصل وسيحصل هو عكس كل ما قيل، ونقيض كل نأي تغنَّى به الرئيس نجيب ميقاتي.
امتحان الصدق والنيّات والوفاء للبنان يُختصر بمادة واحدة: الاستجابة إلى دعوة سليمان لتأليف حكومة حيادية لكل لبنان.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم