الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

هل أتتكم نصائح مجلس التعاون؟

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

منذ زمن الطائف، وما قبله وبعده، الى زمن قريب، ولبنان مطمئنُّ في قرارة نفوس بعض قياداته ومرجعياته الى الجدار العربي الذي يلقي ظهره عليه في حروبه ومحنه التي تتناسل وتتكاثر على طريقة الجراد والنمل.


إلا أنَّ عاصفة "الربيع العربي"، وما خلَّفته وبذّرته من أزمات وخضّات على امتداد هذه المنطقة، حوَّلت الاهتمام الأكبر، بل كل الاهتمام تقريباً، صوب الأعاصير والحروب والثورات التي فرَّخت على هامش هذا "الربيع"، أو بفضله مباشرة.
ولا تزال "ثمارها" تتراكم دماراً ودماءً وتشريداً في سوريا، على سبيل المثال. وبوقع أخفُّ وطأة في مصر وتونس وليبيا واليمن والعراق...
غير أن قمة مجلس التعاون الخليجي التي استضافتها الكويت أفردت لهذا اللبنان، الذي لا يختلف عن الولد القاصر واليتيم أيضاً، حيِّزاً كبيراً من الاهتمام والتركيز والعناية.
وفي مختلف الحقول. وبالنسبة الى كل ما من شأنه تعريض الصيغة الحسّاسة للاختلال وتعميم الفراغ على كامل المؤسسات الدستوريَّة.
وقد أصرّ قادة المجلس على تنبيه اللبنانيين من مسؤولين ومتزعِّمين الى تغليب المصلحة الوطنيَّة، والتعجيل في إزالة العراقيل من طريق تشكيل حكومة جديدة، و"بما يحفظ للبنان كيانه واستقراره ووحدته"، ويجنّبه تالياً تداعيات الأزمة السوريّة.
ولم يفت القادة الحرصاء على هذا اللبنان أكثر بكثير من كثيرين من الذين يتصدّرون الواجهات والشاشات والمنابر وأولئك الذين يحاضرون في العفاف، إدانة التفجيرات الإرهابيَّة، وكل الأعمال المخلّة بأمن البلد السائب.
كثّر الله خير مجلس التعاون الخليجي، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، على هذه الأريحيَّة، وهذه الالتفاتة صوب لبنان الذي يعاني الأمرَّين. سواء من الداخل حيث الصراعات والدويلات تكاد تنحرف بما تبقى من الوطن الرسالة الى الفراغ الكامل. وعواقب فراغ كهذا لا تحتاج الى شرح وتفسير.
كثَّر الله خير قادة هذا المجلس الذين لم يظهروا تجاه لبنان واللبنانيين إلا كل محبَّة ومودَّة وترحيب وتعاون. سواء في المحن والحروب، أم في الأزمات والحالات العاديَّة وهي نادرة جداً.
خلال مناقشات القمة، كما في البيان الختامي، حرص المجلس على إسماع صوته التضامني لمن يهمّهم الأمر أو يعنيهم. وما تفنيدهم لنماذج من الأزمات والحوادث التي يرزح لبنان تحت وطأتها إلا من باب تذكير الجميع بأنه ليس متروكاً، ولو بدا في واقعه الراهن في حال تسيُّب وتفسُّخ و"تيتُّم".
فهل يتّعظ أصحاب المقامات والخطابات والتهديدات، ويلبّون نداء قادة مجلس التعاون الخليجي؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم