الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

الفلسطينيون وإسرائيل إلى مجلس الأمن مُجدَّداً؟

سركيس نعوم
سركيس نعوم
A+ A-

لا يزال وزير الخارجية الأميركي جون كيري يتابع مساعيه لإقناع حكومة إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو، والسلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة محمود عباس، بالتوصل إلى تسوية للصراع المزمن بين الفريقين. ولا يزال يعتقد، ان في الإمكان تحقيق هذا الإنجاز، رغم أن مدة التفاوض، وهي تسعة أشهر، التي تم الاتفاق عليها، بين واشنطن ورام الله وتل أبيب، قد بدأت تقترب من الانتهاء، من دون تحقيق خرق يذكر، بالمعنى الايجابي طبعاً. وما يدفع كيري إلى ذلك أمران. الأول، هو رغبته في تحقيق انجاز سلمي فلسطيني – إسرائيلي، يعزِّز حظوظه في الحصول على ترشيح حزبه للانتخابات الرئاسية المقبلة، ويقوّي فرص طموحه هذا، لأن المعطيات والمعلومات المتوافرة عن "الاستحقاق الرئاسي" الأميركي، رغم أنه ليس قريباً، تشير إلى أن هيلاري كلينتون، التي خَلَفها في وزارة الخارجية، تمتلك مبدئياً حظوظاً قوية للنجاح في الترشيح الحزبي، وربما في الانتخاب الشعبي. أما الأمر الثاني، فهو ترحيب، أو بالأحرى عدم ممانعة، باراك أوباما بتسوية بين إسرائيل والفلسطينيين، لأنه يكون بذلك الرئيس الاميركي، الذي تغلّب على السلبية الدائمة حيال تسوية كهذه، التي أبداها دائماً رؤساء حكومة اسرائيل وقادتها، ربما باستثناء اسحق رابين، إذ دفع حياته ثمناً لذلك. علماً أنه، أي أوباما ، صار يعرف تماماً العقبات التي تجعل التوصل إلى تسوية في هذه المرحلة سراباً أو وهماً. وعلماً ايضاً، أن القضايا المتفجّرة في الشرق الأوسط، بعالميه العربي والاسلامي، والصراع الفلسطيني – الإسرائيلي لم يعد واحداً منها على الأقل الآن، تأخذ كل وقته، وتمنعه من الاهتمام بأي قضية أخرى.
والدليل الأبرز على الاندفاع السلمي لكيري هو، ليس قيامه بتسع زيارات للمنطقة، وتحديداً لاسرائيل و"فلسطين"، بل تحضيره زيارة عاشرة يعتزم القيام بها، قبل انتهاء مهلة الأشهر التسعة. ويقوم بهذا التحضير مساعداه، مارتن إنديك وجون ألن الموجودان في إسرائيل والضفة الغربية. وهما يُجريان الاتصالات مع المسؤولين عند الفريقين، وقد عكست عملهما وسائل الاعلام قبل يومين، عندما تحدثت وبالتفصيل، عن إعدادهما لاتفاق - إطار يمهد للتسوية لاحقاً. لكن حديثهما لم يوحِ التفاؤل، لأن معلوماتها أشارت إلى إستمرار الخلاف بين الفريقين على أمور عدة، على ما قال الرئيس محمود عباس، منها بقاء الجيش الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية ومطالبة الفلسطينيين بأن تحل مكانه في الأغوار قوات أميركية.
هل ينجح كيري في إنجاز تسوية، وإن تمهيدية أو موقتة، في النهاية؟
لا أحد يستطيع الجزم بذلك في ضوء التمسّك الفلسطيني بالمواقف، وإصرار اسرائيل على عدم وجود شريك فلسطيني للاتفاق معه على دولتين لشعبين، كما قال وزير دفاعها موشي يعالون، وكذلك في ضوء الإعلان عن الإعداد لبناء 1400 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية.
هل من بديل لفشل كيري وأوباما، أي لفشل أميركا؟
تفيد دراسة قامت بها مجموعات بحثية أميركية رفيعة عدة، وتناولت حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وواجب مساعدتهم لممارسته الذي يقع على الدول والمنظمات الدولية، أن المستشار القانوني لوزارة الخارجية الإسرائيلية، بعد حرب 1967 اجاب بتقرير، عن تحقيق رسمي طلبه الوزير أبا إيبان، عن شرعية المستوطنات، قال فيه: "تَنتهِك المستوطنات المدنية في الاراضي "المُدارة" (Administered) صراحة المادة الرابعة من اتفاق جنيف". وأكد نهائية هذا الموقف، بحسب النصوص الموجودة، ومنها قرار مجلس الأمن 242، الذي نصَّ في مقدمته على عدم قبول حيازة أراضٍ في الحرب. ويستخلص من ذلك الباحث والناشط اليهودي الدكتور هنري سيغمان، ضرورة العودة بالصراع إلى مجلس الأمن، بعد أكثر من 40 سنة عجز خلالها أطرافه عن الاتفاق، وعجز المجتمع الدولي عن دفعهم إلى ذلك. والعودة يجب ان تؤدي إلى الستاتيكو السابق للقرار 242، وللحرب التي وفرت ظروف إصداره، أي إلى الوضع الذي كان قائماً يومها، من دون أي تغيير جغرافي أو سياسي، قد يكون نجم عن مفاوضات السلام.
من يقوم بهذا الأمر، أي من يعيد الصراع المُزمِن إلى مجلس الأمن؟
فريق ثالث، والحجة يجب أن تكون إلى فشل أوباما وأسلافه، العودة إلى وضع ما قبل حرب 1967 فهو البديل الأفضل للوضع المتفجّر والخطير، وغير المستقر الذي نشأ بعدها، ولا يزال كذلك حتى اليوم.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم