الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

الجولات الإرهابية حرب من دون حرب لبنان على خطّ "الوباء" فهل من ضوابط؟

روزانا بومنصف
روزانا بومنصف
A+ A-

اقل من اسبوع فصل بين انهاء العام 2013 بتفجير ارهابي اودى بحياة الوزير السابق محمد شطح وآخرين ابرياء في استهداف واضح لأركان اساسيين في الطائفة السنية واساسها تيار "المستقبل" واستهلال السنة الجديدة بانفجار ارهابي في الضاحية اودى بحياة ابرياء في استهداف واضح للطائفة الشيعية وحاميها "حزب الله"، في لعبة واضحة لجر لبنان الى الفتنة المذهبية التي تشهدها دول قريبة في المنطقة وانفجار حرب اهلية وفقا لما يحصل في العراق وسوريا . فهل ما شهده لبنان خلال 5 ايام نذير لما يتجه اليه البلد او لما هو فيه اصلا في ظل حال نكران كاملة للعرقنة التي دبت في اوصاله ؟


المسألة وفق مصادر سياسية مراقبة تحتمل سيناريوات عدة، قد يكون ابرزها ان هناك من يود تفجير البلد من خلال الربط المحكم للوضع فيه بما يحصل في سوريا في الدرجة الاولى ويمارس لعبة مكشوفة لجهة رفع منسوب التوتر وزيادة الاحقاد من خلال توجيه ضربات على التوالي، تارة لهذا الطرف او ذاك بحيث تتصاعد الاتهامات على الاثر للطرف الآخر، وفق ما يظهر في كل جولة من جولات التفجيرات الارهابية. او هناك من يستخدم لبنان ساحة اضافية باتت تشملها الحرب على الارهاب سواسية بما يرفع من شعارات في كل من سوريا والعراق، استنادا الى اعتبار هذه الدول جميعها ساحة واحدة بمعركة واحدة بعدما اصابها وباء واحد هو الارهاب خصوصا غداة اعتقال احد قياديي تنظيم القاعدة امير كتائب عبدالله عزام في لبنان ماجد الماجد . او ايضا ان ما يحصل هو اشبه بلعبة "البينغ بونغ" حيث يتم تبادل التفجيرات بين منطقة واخرى فتشتعل المشاعر والمواقف على وقع التفجيرات الارهابية بحيث تبدو الامور كأنها جولات حرب مستعرة انما من دون متاريس تقام على الارض بين المناطق فتتعطل اكثر فاكثر لغة السياسة وتجعلها اقرب الى الاستحالة وفق ما بات يظهر في التصريحات والمواقف النارية المعلنة على اثر كل حادث من حوادث التفجير .
الاسئلة التي تتسارع الى الواجهة ترتبط على نحو وثيق بما اذا كان لبنان يستطيع ان يتابع على هذه الوتيرة من الاستهدافات من دون ان ينزلق الى حرب اهلية داخلية باتت النفوس مهيأة لها في ظل التباعد بين ابناء البلد الواحد وهل ان تواتر العمليات الارهابية يدفع الى المزيد من تعطيل الحياة السياسية في البلد او في اتجاه فرض اتجاهات سياسية محددة، او ان الوضع الخطير يمكن ان يبرر التراجع في ما لم يعد ممكنا التراجع عنه في زمن التشدد ورفع الشروط. وتاليا هل لي، الاذرع امنيا وبالارهاب يسمح بتأليف حكومة استدراكا للخطر الداهم على لبنان الذي يستشعره الجميع لكن من دون تقديم التنازلات الممكنة من اجل تسهيل تأليف حكومة صلاحيتها لأشهر معدودة بحيث تمهد لانتخابات رئاسة الجمهورية التي يمكن اجراؤها في 25 آذار ؟ وهل يمكن وقف الانزلاق المتسارع الى الحرب الداخلية؟ او هل لدى الافرقاء الداخليين القدرة على استدراك الوضع الخطير في ظل السقف المرتفع للشروط من هنا او هناك من اجل تأليف حكومة ليس اكيدا او واضحا مدى قدرتها على جمع الاضداد في هذه المرحلة؟ ام ان لبنان يناقض نفسه حين يقول بالحسابات الكبيرة في المنطقة التي تستدرج لبنان اليها فينزلق الافرقاء الى هذه الحسابات ويفقدون هامش الحركة السياسية الداخلية ؟
يضغط الرؤساء الروحيون المسيحيون بقوة، وفق ما ابرزوا في عظاتهم الدينية العديدة في مناسبة الاعياد في اتجاه انجاز استحقاق الانتخابات الرئاسية في موعدها على خلفية الخوف من فراغ قد يفتح الباب على المجهول لجهة احتمال التفريط بمصالح المسيحيين وصلاحيات موقع رئاسة الجمهورية في حمأة ما تمر به المنطقة وما ينزلق اليه لبنان وما يواجهه المسيحيون في المنطقة من تحديات. وسيكون محبطا وربما قاتلا، في رأي مصادر سياسية معنية، بالنسبة الى الطوائف المسيحية الا تترك مواقفهم اي تأثير على القوى المحلية قبل القوى الاقليمية من اجل الدفع في هذا الاتجاه مع اعتبار المرجعيات الدينية الاستحقاق محوريا وحيويا على نحو كبير بالنسبة الى لبنان في المرحلة المقبلة في وقت لا تخفي مراجع سياسية ان الاستحقاق الرئاسي يبدو رهنا بتأليف الحكومة العتيدة بحيث لا توافق محتملا على انتخاب رئيس جديد للجمهورية في ظل عدم التوافق على حكومة يريدها " حزب الله" جامعة ضمانا لتغطيته على رغم اعلانه عدم حاجته الى التغطية من الفرقاء الآخرين انطلاقا من اعتبار الرئيس نبيه بري ان الحكومة الحيادية هي لعزل الحزب وهي مرفوضة على هذا الاساس، علما ان ذلك يناقض ما ذهب اليه الحزب من عدم حاجته الى اي تغطية من الآخر مفضلا الحفاظ على وجوده في السلطة فيما تريدها قوى 14 آذار حيادية لعدم القدرة على التوافق مع الحزب على اي امر اساسي في هذه المرحلة. فالمنطق يفيد أن الخطورة الكبيرة التي يستشعرها الجميع على البلد يفترض ان تدفع بالقوى السياسية الى تقديم بعض التنازلات للمساهمة في انقاذ الوضع ومنع انزلاقه. وستكون التنازلات مبررة سياسيا وشعبيا خصوصا في حال كانت الحكومة لبضعة اشهر فقط ليس الا وخشية الفراغ المحتمل في رئاسة الجمهورية ومن اجل المساعدة على انجاز هذا الاستحقاق.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم