الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

قبيل عودة سليمان من المجر تريّث في التأليف لمزيد من التشاور

خليل فليحان
A+ A-

لا جديد بالنسبة الى تأليف الحكومة السلامية الذي كان يتوقّع إنجازه في السابع من الشهر الجاري، في انتظار عودة رئيس الجمهورية ميشال سليمان من الاجازة التي يمضيها في المجر. بعض المعلومات يؤشر الى ان سليمان قد يتريث بعض الوقت لمزيد من المشاورات، كي تتزامن ولادة الحكومة مع بدء انفراجات في الاجواء المحتقنة والمتشنجة التي افتعلها بعض القوى السياسية لجهة صيغتها وطبيعتها، وينطبق على مثل هذه الحالة المثل المأثور "القسطنطينية محاصرة ويتناقشون داخلها على جنس الملائكة".


وعزا مصدر جدير بالثقة تريث الرئيس سليمان والرئيس المكلف تمام سلام في تشكيل الحكومة، الى اعطاء فرصة جديدة لمزيد من المشاورات من أجل ملء فراغ السلطة التنفيذية الغائبة منذ نحو تسعة اشهر، منذ ان تحولت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي من حكومة قادرة وفاعلة تتخذ القرارات الى حكومة تصريف اعمال. ولفت الى انه لا يريد الانجراف بتيار التصعيد، بل القيام بما منحه اياه الدستور من صلاحيات وواجبات بالنسبة الى الفراغ في السلطات.
وسأل أين الديموقراطية في التعامل مع الاستحقاق الحكومي؟ وهل الحكومة المطلوبة تستأهل كل هذه الانتقادات والتهديدات التي يتعرض لها رئيس الجمهورية، لا لشيء الا لانه يريد ملء فراغ السلطة التنفيذية؟ وهل يجب على أي حكومة تشكل في البلاد ان تضم جميع المكونات السياسية، او على الاقل الفاعليات منها؟ كم من الوقت يجب ان ينتظر سليمان وسلام القوى السياسية لتقريب وجهات النظر بين القوى المتخاصمة على الازمة في سوريا، وليس هناك امكان لعقد جلسة لمجلس الوزراء ولا حتى لاقرار مرسومين متعلقين بالثروة الطبيعية للبنان من غاز ونفط ومياه عذبة للشرب في "المنطقة الاقتصادية الخالصة" في المتوسط؟ أيقبل الزعماء المتناكفون على طبيعة الحكومة ووزرائها بان يقترب موعد الاستحقاق الرئاسي والبلاد ليس لها حكومة قادرة على تأمين هذا الاستحقاق؟
وسألت "النهار" المصدر: هل تأليف الحكومة يوقف السيارات المفخخة؟ فأجاب من دون تردد: "ان لا علاقة مباشرة بين ازمة تشكيل الحكومة والارهاب الذي يقتل الابرياء المدنيين، سواء في الطرق او في مراكز عملهم؟".
الا ان وجود حكومة فاعلة يمكنها اتخاذ قرارات مجمدة في الوقت الحاضر، ويمكن المسؤولين معالجة الكثير من الملفات، على الاخص ملف اللاجئين السوريين التي يتزايد عددهم كلما اشتدت المواجهات العسكرية بين قوات النظام من جهة والمعارضة بفرعيها المسلح والسياسي من جهة أخرى. والمطلوب حكومة قوية لتلقي الهبات لهؤلاء، وخصوصاً في الكويت في 15 و16 الجاري ممن سيتبرّع للاجئين السوريين من الدول المانحة وسواها، وذلك خلال انعقاد المؤتمر الذي دعا اليه الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون، وهو الثاني من نوعه الذي سيعقد في الكويت.
كما ان حكومة فاعلة سيكون لها تأثيرها الهائل على سلوك الدول مع لبنان، خصوصاً لجهة انعقاد اول جلسة مفتوحة للمحكمة الدولية المكلفة الاقتصاص من قتلة الرئيس رفيق الحريري.
وأفاد المصدر عينه ان بعض الدول الاوروبية تسأل عبر سفرائها في لبنان المسؤولين اللبنانيين عن الاعتراض الذي يبديه البعض بشكل متشنج على الهبة السعودية البالغة ثلاثة مليارات دولار، على ما سيتقرر في مؤتمر روما لمناقشة الدول الاعضاء في اوائل آذار المقبل.
ولم يشأ ان يتوقع ما اذا كان منتصف الشهر الجاري سيشهد ولادة الحكومة السلامية ام لا.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم