الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

أمس واليوم وغداً

ناجي شربل
A+ A-

سارعت، خلافاً لعادتي، في كل مرّة اتعرّض لصدمة، الى تسجيل دعمي للمنتخب الوطني في كرة القدم على صفحتي في "فايسبوك"، مباشرة بعد الخسارة امام منتخب شباب الكويت 0 – 2، والخروج من الدور الاول لبطولة غرب آسيا الثامنة في كرة القدم التي استضافتها قطر.


عبّرت عن وقوفي الى جانب المنتخب "أمس واليوم وغداً، أكثر من اي وقت مضى"، ليقيني ان ما حصل هو كبوة جديدة، وان الاستحقاق الرئيسي هو في مطلع آذار المقبل في العاصمة التايلاندية بانكوك، حيث يتوجب علينا الفوز للعبور الى أوستراليا والمشاركة في بطولة آسيا سنة 2015... بعد انتظار نتيجة العراق والصين!
بصيص أمل اتمسك به، لكنه لا يختزل الحكاية. فقد سألني أحد الاصدقاء عن "مبالغة في دعم المنتخب". وكان ردي ان ثمة فارقاً كبيراً بين منتخب الوطن والفريق الذي نشجعه. فالأول لم نختره، بل نحن نلتزمه كما ولد كلّ واحد منّا في أحد الاديان السماوية، وغيرها. المنتخب ليس خياراً او وجهة نظر، بل هو التزام، ويجب الا نتعامل معه وفق حسابات الربح والخسارة.
طبعاً، أفهم غيرة عشاق الكرة اللبنانية وتوجسهم من قيادة الايطالي جيوسيبي جيانيني لمنتخبنا. وكنت في طليعة المعترضين على الاستعانة بجهود مدرب ايطالي، ليقيني ان المدرسة الايطالية لا تناسب الكرتين اللبنانية والعربية.
لكننا "علقنا"، ونحن في منتصف الطريق المؤدي الى قاع البئر، فإما السقوط وإما الصعود.
لذا لا بد من شبك الأيدي وشد أزر لاعبينا، علّهم يحققون فوزاً ثانياً اخيراً في ختام مباريات المجموعة، يكون كفيلاً بمنحهم بطاقة التأهل لأفضل منتخب صاحب المركز الثالث في التصفيات.
في 1999، واثناء مشوار المنتخب الاولمبي الكويتي في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات دورة سيدني الاولمبية، عنونت في"الانباء" الكويتية عن "منتخب الكويت". وبعد طبع العدد وقبل المباشرة في توزيعه من منطقة الشويخ الصناعية، استدعتني رئيسة مجلس الادارة رئيسة التحرير وقتذاك بيبي خالد يوسف المرزوق، وخاطبتني بحزم:"هْنِي (هنا) لا يوجد شيء اسمه منتخب الكويت، بل اسمه منتخبنا او الازرق (اسم الشهرة للمنتخب الكويتي). وكذلك يجب الاقلاع في بيروت عن استعمال كلمتي منتخب لبنان، ووضع كلمة واحدة هي: منتخبنا (...) يجب ان تتعاطوا مع كل منتخباتكم الوطنية وكأنها السيدة فيروز (صديقة بيبي المرزوق)".
فهمت قصدها، وهي أرادت الشرح ان المنتخبات الوطنية كالأيقونة، أداة جمع لا تفرقة. وهذا ما نجح فيه منتخب كرة القدم في 2011، عندما أصاب نجاحات غير مسبوقة في تاريخ الكرة اللبنانية.
واذا قيست تجربة "الاحمر اللبناني" بنظيره "الاحمر البحريني"، نجد ان المنتخب البحريني لكرة القدم لم يقدم الا الخيبات للجماهير الرياضية البحرينية. فهو الوحيد بين اشقائه الخليجيين، لم يحرز مسابقة كأس الخليج العربي لكرة القدم في 21 نسخة منها، علماً انه استضاف المسابقة خمس مرات! وقد صُرفت على "الاحمر البحريني" مليارات الدولارات، وكان انجازه الابرز الوقوف مرتين على ابواب المونديال وكبوته عند حاجز الاياب من مباراتي الملحق المؤهل امام كل من ترينيداد وتوباغو ونيوزيلندا (في التصفيات المؤهلة لمونديالي 2006 و2010).
ليست القصة "شوف مصيبة غيرك"، بل دعوة الى رفع الجهوزية قبل لقاء تايلاند، ومنح لاعبينا، وليس المدرب، مزيداً من الفرص.
طبعاً، اذا عبرنا الى أوستراليا في آذار، سيتحوّل جيانيني ملهماً في نظر الكثيرين، ولن يستطيع أحد ان يقول له:"كيف حالك؟".
وكم أتمنى ان يطغى الاحتفال على ما عداه وقتذاك، لأن الكرة اللبنانية تستحق، ولأن ادارتها قامت بما يتوجب عليها بالانفاق على المنتخب، ولأن الانتصارات تليق بجمهورنا.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم