الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

السنيورة أطلع سلام على لقائه ببرّي ولم يبلغه جواباً بعد \r\nالحكومة أُنجزت وولادتها رهن فك ارتباطها بالبيان الوزاري

سابين عويس
سابين عويس
A+ A-

بيّنت الاتصالات والمشاورات في اليومين الاخيرين من أجل إنضاج الحكومة العتيدة، أن الحركة دخلت مرحلة العد التنازلي في إتجاه الموعد الذي وضعه رئيس الجمهورية ميشال سليمان في العشرين من الشهر الجاري حدا أقصى لإصدار مراسيم التأليف. وفيما نشط أمس تداول تشكيلات مقترحة في الاوساط السياسية، لم تستبعد مراجع سياسية مطلعة أن تشهد البلاد ولادة الحكومة مساء الخميس او صباح الجمعة المقبلين على أبعد تقدير، تزامنا مع إنطلاق أعمال المحكمة الخاصة بلبنان.


لا تؤكد أوساط المصيطبة هذه التوقعات ولا تنفيها، لكنها حتما تتعامل معها من باب التوقعات التي تشغل الوسط السياسي وخصوصا بعدما لمس هذا الوسط جدية الجهود الرامية الى تعجيل التأليف والتقدم الذي يسجل في هذا الاطار.
وفي هذا الاطار، علمت "النهار" ان رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة، ما ان أنهى إجتماعه برئيس المجلس نبيه بري حتى توجه إلى المصيطبة حيث إلتقى رئيس الحكومة المكلف تمام سلام مدى ساعتين. وفهم ان السنيورة عرض لسلام نتائج لقائه ببري والافكار والاقتراحات التي تم تداولها، كاشفاً أنه سينقل هذه الافكار إلى فريقه السياسي ليبنى على أساسها الموقف النهائي من الموضوع الحكومي ككل. وعليه، فإن السنيورة لم يبلغ إلى سلام أي موقف نهائي بعد في شأن الامور التي لا تزال عالقة، في إنتظار عرضها مع الرئيس سعد الحريري.
وعلى رغم الايجابية التي عبر عنها تصريح السنيورة بعد لقائه بري، تفيد المعلومات المتوافرة أن مسألة تبني "إعلان بعبدا" في البيان الوزاري بدل ثلاثية "الشعب والجيش والمقاومة" لا تزال عالقة. وعلم أن بري قدم إقتراحا يرمي إلى إنجاز التوافق على الحكومة وإعلانها، على أن يترك البيان الوزاري إلى مرحلة لاحقة. لكن هذا الاقتراح قوبل بالتحفظ، بإعتبار أن فريق الرابع عشر من آذار يحرص على إنجاز رزمة متكاملة من الضمانات قبل إعطاء توقيعه على التشكيلة الحكومية الجديدة.
وتستبعد مصادر سياسية مواكبة لعملية التأليف أن تشكل هذه المسألة مادة متفجرة في وجه الاعلان عن الحكومة، خصوصا بعد التنازلات المتبادلة التي قدمها كل من الفريقين والتي يبدو أن "حزب الله" سيذهب فيها إلى أبعد، في القبول بأي صيغة يتم إقتراحها ويعمل بري على "تدوير زواياها"، خصوصا أنه بات للحزب مصلحة في إنجاز التشكيل قبل بدء المحاكمات العلنية في قضية إغتيال الرئيس رفيق الحريري، والتي تتهم خمسة من عناصره.
وكان لافتا ما نقلته مصادر 8 آذار امس لجهة ان مسألة "الثلاثية، لم تعد تشكل عقدة لدى "حزب الله"، وتم تجاوزها من خلال البحث عن مخرج "لغوي"، مع تبني "إعلان بعبدا" لاحقا، وقد أبلغ هذا الموقف إلى كل من رئيسي الجمهورية والمجلس والرئيس المكلف والنائب وليد جنبلاط ، وأن الرئيس سعد الحريري لا يبدي إعتراضا على ترك مسألة البيان الوزاري إلى ما بعد التأليف، مشيرة إلى أن الموضوع يحظى بقبول سعودي وإيراني، وكأن هناك تمايزا بين الحريري والسنيورة، علما ان الاخير يتمسك بضرورة بت الامر قبل الاعلان عن الحكومة. وينبع موقفه من رغبته في الحصول على ضمانات بتبني "إعلان بعبدا" وإلتزامه نصا ومضمونا، خصوصا أن المخارج "اللغوية" المشار اليها قد لا تؤمن الالتزام المطلوب من "حزب الله" حيال مبادىء "اعلان بعبدا".
ومع إستمرار هذه العقدة، تستبعد المصادر الاجواء التفاؤلية بإمكان ولادة سريعة خلال الايام المقبلة، لكنها في الوقت عينه تؤكد أن الامور اجتازت الشوط الاكبر وبدأنا الاقتراب من شيء ملموس، ولا تراجع أو جمود، بل تقدم، وإن كانت وتيرة هذا التقدم مرتبطة باكتمال العناصر الاخيرة المتبقية من الانجاز.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم