المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "حاجزا أقامه الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان" أخيراً.
الا أن هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 24 كانون الاول 2024. وتظهر جنودا اسرائيليين يقفون بجوار ملصق كتب عليه بالعبرية "اليهودي لا يعذب يهوديا. كفى لمحاكم التفتيش"، وذلك عند مدخل مستوطنة أرييل اليهودية في الضفة الغربية. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة جنود وقفوا على رصيف قرب آليات عسكرية في مكان ما. وقد نشرتها حسابات خلال اليومين الماضيين، مرفقة بمزاعم انها "لحاجز للجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان"، و"هذا المشهد معيب"، وفقا لتعليق أحد المستخدمين.
حقيقة الصورة
الا ان هذا الادعاء خاطئ.
فالبحث العكسي، يوصلنا عبر خيوط، الى الصورة مؤرشفة في موقع الصور الخاص بوكالة "رويترز" في 24 كانون الاول 2015، مع الشرح الآتي: "جنود اسرائيليون يقفون بجوار ملصق كتب عليه بالعبرية "اليهودي لا يعذب يهوديا. كفى لمحاكم التفتيش"، عند مدخل مستوطنة أرييل اليهودية في الضفة الغربية، في 24 كانون الاول 2015".
تصوير: نير الياس Nir Elias.
وتابعت الوكالة: "المتطرفون القوميون في إسرائيل غاضبون من أساليب الاستجواب التي يستخدمها جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) ضد المشتبه فيهم بإشعال حريق متعمد في منزل فلسطيني في قرية دوما قبل خمسة أشهر. ومع تلميح إسرائيل إلى أن الاتهامات في قضية إشعال حريق دوما قد تكون وشيكة، اتهم بعض محامي المشتبه فيهم محققي الأمن التابعين لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) بمحاولة انتزاع الاعترافات تحت التعذيب، وهو ادعاء قد يستخدمونه لتحدي التهم الجنائية في المحكمة".
في ذلك اليوم، 24 كانون الاول 2024، نفى جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) جميع الاتهامات بتعذيب معتقلين في التحقيق في هجوم إرهابي نفذه متطرفون يهود مشتبه فيهم، ووصف هذه الادعاءات بأنها "خادعة" و"منفصلة تماما عن الواقع"، وفقا لما أورد موقع "تايمز اوف اسرائيل".
وقال: "اتهمت عائلات المتهمين في قضية إحراق منزل عائلة دوابشة في أواخر تموز الماضي ومحاموهم، جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي بضرب المشتبه فيهم والبصق عليهم وصعقهم بالكهرباء وضربهم في أعضائهم التناسلية".
واشار جهاز شين بيت في بيان الى أن "حملة الخداع والتشهير ضده وضد موظفيه استمرت خلال الأيام القليلة الماضية". واتهم نشطاء اليمين بمحاولة تحويل انتباه الجمهور عن "الأعمال الإرهابية الشنيعة" التي اتهمت بها المجموعة المتطرفة المعنية... وعن "شرعية التحقيق الذي كشف أفعالها".
ونشرت وكالة "رويترز" صورا عدة لمتظاهرين من أقصى اليمين الإسرائيلي يحتجون، خلال جلسة استماع في المحكمة في القضية في بتاح تكفا، في 28 كانون الاول 2015.
وقد اسفر هجوم دوما عن مقتل الرضيع علي سعد دوابشة (18 شهرا) ووالديه رهام وسعد. وتم توجيه لائحتي اتهام ضد المستوطن اليميني عميرام بن أوليئيل، من سكان القدس، وقاصر لم يُذكر اسمه (16 عاما) في شهر كانون الثاني 2016 بتهمة تنفيذ الهجوم.
وحُكم على عميرام بن أوليئل بثلاثة أحكام بالسجن مدى الحياة بالإضافة إلى 20 عاما، بعد إدانته بإلقاء زجاجة حارقة تسببت بقتل رهام وسعد دوابشة وطفلهما علي.
الجيش اللبناني ينتشر في الجنوب بعد وقف إطلاق النار
جاء تداول الصورة بالمزاعم الخاطئة في وقت نشر الجيش اللبناني قوات ودبابات في جنوب لبنان، الخميس 28 تشرين الثاني 2024، مع ثبات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله إلى حد كبير لليوم الثاني على التوالي، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وأنهى وقف إطلاق النار حربا بدأت مع إعلان حزب الله فتح "جبهة إسناد" لقطاع غزة غداة هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023، وأسفرت عن مقتل آلاف في لبنان وتسببت بنزوح جماعي على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل.
وقال مصدر في الجيش اللبناني إنه "يقوم بدوريات وحواجز" جنوب نهر الليطاني من دون التقدم إلى المناطق التي لا يزال الإسرائيليون موجودين فيها.
وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، من "حرب شديدة" في لبنان اذا انتهك حزب الله اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه الأربعاء، وسط تبادل اتهامات بخرقه.
وقال نتنياهو في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية: "إذا تطلب الأمر، وفي حالة حدوث انتهاك للخطوط العريضة لوقف إطلاق النار، فقد أعطيت توجيهاتي إلى الجيش لشنّ حرب شديدة".
وأتى ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي في بيان "رصد نشاط في منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين الصواريخ المتوسطة المدى في جنوب لبنان، وتم إحباط التهديد بواسطة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي".
وقال الجيش اللبناني في بيان إنّه "بتاريخي 27 و28/11/2024، بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، أقدم العدو الإسرائيلي على خرق الاتفاق عدة مرات، من خلال الخروقات الجوية، واستهداف الأراضي اللبنانية بأسلحة مختلفة".
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر "حاجزا أقامه الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان" أخيراً. في الحقيقة، الصورة قديمة، اذ تعود الى 24 كانون الاول 2024. وتظهر جنودا اسرائيليين يقفون بجوار ملصق كتب عليه بالعبرية "اليهودي لا يعذب يهوديا. كفى لمحاكم التفتيش"، وذلك عند مدخل مستوطنة أرييل اليهودية في الضفة الغربية.