المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "هجمات صاروخية ينفذها الجيش السوري على مواقع فصائل مسلّحة في الريف الغربي لحلب".
الا أنّ هذا الادعاء غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى 3 شباط 2020. ويظهر قصفاً لتركيا على مواقع لقوات النظام السوري، ردا على مقتل جنود لها في إدلب، وفقا لما تم تداوله. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
المشاهد الليلية تظهر اطلاقا كثيفا لقذائف في موقع ما. وقد انتشر الفيديو خلال الساعات الماضية عبر حسابات، عربية وانكليزية، ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "هجمات صاروخية ينفذها الجيش العربي السوري على كل مواقع النصرة وتجمعاتها في محاور الريف الغربي لحلب".
هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة تدخل مدينة حلب بعد هجوم مباغت
جاء تداول الفيديو في وقت دخلت مجموعات مسلحة، بينها هيئة تحرير الشام وفصائل مدعومة من تركيا، اليوم الجمعة، مدينة حلب في شمال سوريا، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد قصفها في سياق هجوم بدأته قبل يومين على القوات الحكومية هو من أعنف جولات القتال منذ سنوات.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس" إن الفصائل "دخلت إلى الأحياء الجنوبية الغربية والغربية" للمدينة. وقال شاهدا عيان من المدينة لفرانس برس إنهما شاهدا رجالا مسلحين في منطقتهما، وسط حالة هلع في المدينة.
وأودت العمليات العسكرية بحياة 255 شخصا، وفقا للمرصد، معظمهم مقاتلون من طرفي النزاع، وبينهم 24 مدنيا قضى معظمهم في قصف من طائرات روسية تدعم قوات النظام في المعركة.
وقد بدأ الهجوم خلال مرحلة حرجة تمر بها منطقة الشرق الأوسط مع سريان وقف إطلاق نار هش بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، علما أن حزب الله يقاتل أيضا منذ سنوات الى جانب قوات النظام في سوريا.
ومع حلول يوم الجمعة، كانت الفصائل بسطت سيطرتها على أكثر من 50 بلدة وقرية في الشمال، وفقا للمرصد السوري، في أكبر تقدّم تحرزه المجموعات المسلحة المعارضة للنظام منذ سنوات.
ووصلت في المقابل تعزيزات من الجيش السوري إلى مدينة حلب، ثاني أكبر المدن في سوريا، وفق ما أفاد مصدر أمني سوري فرانس برس.
حقيقة الفيديو
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يضعنا امام مواقع اخبارية تركية وحسابات نشرته او نشرت لقطات ثابتة منه، في 3 شباط 2020، ضمن تقارير عن قصف تركيا لمواقع قوات النظام السوري، اثر مقتل جنود أتراك في محافظة إدلب.
يومذاك، شهدت محافظة إدلب تبادلاً لإطلاق النار بين القوات السورية والتركية، في تصعيد خطير أوقع قتلى من الطرفين، في وقت واصلت دمشق، بدعم روسي، انتزاع مناطق خاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى في شمال غرب سوريا، وفقا لتقارير اعلامية.
وقد أوقعت غارة جوية، الاثنين 3 شباط 2020، تسعة قتلى مدنيين خلال نزوحهم، وفقا لما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأعلنت أنقرة الاثنين مقتل أربعة من جنودها وإصابة تسعة آخرين في قصف مدفعي شنته قوات النظام ضد قواتها المتمركزة في محافظة إدلب، الامر الذي دفعها سريعاً إلى الرد عبر استهداف مواقع الجيش السوري، ودعوتها موسكو الداعمة لدمشق إلى "عدم عرقلة" ردها.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مؤتمر صحافي في اسطنبول، إن "طائراتنا من طراز إف-16 وقطع مدفعيتنا تقوم حالياً بقصف أهداف حددتها أجهزة استخباراتنا"، ما أسفر، على قوله، عن مقتل ما بين 30 و35 عنصراً من قوات النظام السوري، الأمر الذي نفته دمشق. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أنّ الرد التركي لم يسفر "عن أي إصابة أو ضرر".
إلا أنّ مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أكّد لوكالة "فرانس برس" "مقتل 13 جندياً سورياً وإصابة نحو 20 آخرين بجروح في الرد التركي"، الذي استهدف بعشرات الصواريخ مواقع لقوات النظام في جنوب إدلب ومحافظتي اللاذقية وحماه المحاذيتين.
وعُدّ هذا التصعيد "المواجهة الأخطر" بين الطرفين منذ بدء التدخل العسكري التركي المباشر في سوريا منذ عام 2016، وفقا لعبد الرحمن.
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "هجمات صاروخية ينفذها الجيش السوري على مواقع فصائل مسلحة في الريف الغربي لحلب". في الحقيقة، الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى 3 شباط 2020. ويظهر قصفاً لتركيا على مواقع لقوات النظام السوري، ردا على مقتل جنود لها في إدلب، وفقا لما تم تداوله.