النهار

هذا الفيديو لا يظهر تحرير أسرى من سجون حلب على يد الثوار أخيراً FactCheck#
هالة حمصي
المصدر: النهار
هذا الفيديو لا يظهر تحرير أسرى من سجون حلب على يد الثوار أخيراً FactCheck#
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس).
A+   A-

المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "تحرير أسرى من سجون حلب على يد الثوار"، في اشارة الى هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها التي أعلنت سيطرتها على "غالبية مدينة حلب" اخيرا. 

 

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.

 

الحقيقة: هذه المشاهد قديمة، اذ تعود آثارها الى 29 آذار 2015. وتظهر تحرير معتقلين داخل فرع أمن الدولة بمدينة إدلب في شمال سوريا، وفقا لما تم تداولها. FactCheck#

 

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

 

تظهر المشاهد عسكريا يفتح باب زنزانة، ليندفع منها اشخاص على وقع هتافات "الله اكبر"، بينما عمت فرحة كبيرة في المكان. وقد انتشر المقطع خلال الساعات الماضية في مواقع اخبارية وحسابات، عربية وانكليزية، ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "تحرير الأسرى من سجون حلب على يد الثوار"، وايضا "فتح سجون مخابرات النظام السوري وإطلاق سراح المساجين في حلب بعد سيطرة الثوار السوريين على المدينة". 

 

 

 

هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة تسيطر على غالبية مدينة حلب

تزامن انتشار الفيديو مع إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم السبت، سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها على "غالبية مدينة حلب"، بالتزامن مع شن طائرات حربية روسية غارات على أحياء المدينة للمرة الأولى منذ عام 2016، على ما أوردت وكالة "فرانس برس". 

وقال المرصد إن هيئة تحرير الشام والفصائل الحليفة لها "سيطروا على غالبية المدينة ومراكز حكومية وسجون". وأضاف: "شنت طائرات حربية روسية بعد منتصف ليل الجمعة السبت غارات على أحياء مدينة حلب للمرة الأولى منذ العام 2016".

 

وقد انتشرت مشاهد لخروج معتقلين من سجون في حلب. 

 

وهذه المرة الأولى التي تدخل فصائل مسلحة إلى حلب منذ استعاد نظام الرئيس بشار الأسد السيطرة الكاملة على المدينة عام 2016.

وأفاد مراسل لفرانس برس في حلب بوقوع اشتباكات بين الفصائل، والقوات السورية ومجموعات مساندة لها. 

 

وأودت العمليات العسكرية بحياة 277 شخصا، وفقا للمرصد، غالبيتهم مقاتلون من طرفي النزاع، وبينهم 28 مدنيا قضى معظمهم في قصف من طائرات روسية تدعم قوات النظام.

 

حقيقة الفيديو

الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بهذه التطورات.

 

وقد نبّه الى ذلك مستخدمون قالوا ان هذه المشاهد قديمة، اذ تعود الى ادلب عام 2015. 

 

وكانوا محقين. 

 

كلمات مفاتيح بالعربية، مثل تحرير معتقلين ادلب 2015، توصلنا الى المقطع منشورا، ضمن فيديو اطول، في حسابات عدة ومواقع اخبارية في 29 آذار 2015، مع شرح انها تظهر "لحظة تحرير المعتقلين داخل فرع أمن الدولة بمدينة ادلب". 

 

 

 

 

 

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان يومذاك بأن "حركة أحرار الشام الإسلامية تمكنت، عقب سيطرتها على مبنى المخابرات العامة (أمن الدولة) بمدينة إدلب، في 28 آذار 2015، من تحرير 53 معتقلاً على الأقل، بينهم مواطنتان اثنتان". 

 

وكتب موقع "الجزيرة"مع الفيديو يومذاك: "أظهر تسجيل بثه ناشطون على موقع يوتيوب لحظة تحرير معتقلين من داخل فرع أمن الدولة بمدينة إدلب، التي سيطرت عليها المعارضة السبت (28 آذار 2015).

وبدأ التسجيل بمحاولات المسلحين تكسير مفاتيح أبواب الزنازين التي كان يطل منها السجناء، وذلك في أجواء فرح عارم وصيحات بالتكبير والتحميد.

وفي أحد مشاهد التسجيل: خروج بعض السجينات من داخل فرع أمن الدولة بمدينة إدلب شمال غرب سوريا.

وكانت في مشاهد أخرى لحظات خروج أعداد غفيرة من السجناء من داخل زنازينهم، وبعضهم كان يقوم بتقبيل رأس محرريهم.

وكان في أحدها محرر خرج لتوه من الزنزانة، وهو يحلف بالله العظيم أنه أمضى أكثر من عشر سنين وهو لم ير النور".

 

 

يومذاك، سيطر مسلحون إسلاميون على مدينة أدلب التي كانت في أيدي القوات الحكومية السورية ، بحسب ناشطين وجماعات مراقبة سورية، على ما ذكر موقع "بي بي سي". 

وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره بريطانيا، سيطرة مسلحي حركة أحرار الشام الاسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وتنظيم جند الاقصى وفصائل إسلامية اخرى على مدينة إدلب بشكل شبه كامل، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومية والمسلحين الموالين لها.

وبذلك أصبحت مدينة إدلب (ويبلغ عدد سكانها نحو 100 الف نسمة) ثاني مركز محافظة يخرج عن سيطرة قوات النظامية بعد مدينة الرقة التي سيطرت عليها المعارضة المسلحة قبل أكثر من عامين.

وجاء ذلك بعد خمسة أيام من القتال المتواصل بين القوات النظامية وجبهة النصرة وحلفائها من الجماعات المسلحة التابعة للمعارضة السورية، على رأسهم حركة أحرار الشام الاسلامية.

 

يشار الى ان زملاءنا المدققين في موقع "تأكد" ومنصة صدق اليمنية لتقصي الحقائق نشروا تدقيقا بشأن الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة. 

 

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "تحرير أسرى من سجون حلب على يد الثوار" أخيرا. في الحقيقة هذه المشاهد قديمة، اذ تعود آثارها الى 29 آذار 2015. وتظهر تحرير معتقلين داخل فرع أمن الدولة بمدينة إدلب في شمال سوريا، وفقا لما تم تداولها. 

 

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium