النهار

مابيل حبيب

منذ تولّي ناغلسمان تدريب "الماكينات" في أيلول (سبتمبر) 2023، بدأ المنتخب يستعيد بريقه، بفضل التغييرات التي لجأ إليها وذكائه في التعامل مع المباريات واللاعبين.

غيّر ناغلسمان الكثير في مدة قصيرة، فهو لا يكترث لأهمية النجوم والأسماء في الفريق، فحين يتراجع مستوى أي لاعب يُقصيه من تشكيلة المنتخب، كما يستدعي أسماء جديدة تقدّم مستويات جيدة مع أنديتها.

لا يهمّ أن تبلغ قيمة اللاعب السوقية الملايين ليُرضي مدرب المنتخب، فالأداء على أرض الملعب أولوية بالنسبة إلى ناغلسمان. أسماء كثيرة استُبعدت في التوقفات الدولية مع مدرب بايرن ميونيخ السابق، مثل ليون غوريتسكا وتيمو فيرنر وسيرج غنابري في مناسبات سابقة وغيرهم.

زد على ذلك، ناسب أسلوب لعب ناغلسمان "المانشافت" كثيراً. فمن تابع لايبزيغ وبايرن ميونيخ مع هذا المدرب يعرف تماماً تكتيكه الواضح والثابت وحنكته في إدارة كل مباراة.

ليس أي مدرب قوي يمكنه أن ينجح مع منتخب بلاده، وهانسي فليك، مدرب برشلونة الحالي خير مثال على ذلك. تدريب المنتخب يختلف كثيراً عن تدريب الأندية، فهو بحاجة إلى متابعة ملمّة باللاعبين المتواجدين في دوريات مختلفة، والتحضير للبطولات الدولية بفترة زمنية قصيرة، وهو أمر صعب يُشكّل ضغطاً كبيراً على المدربين.

هذا الأمر نجح فيه ناغلسمان، أقلّه حتى اللحظة، رغم أنه مدرب شاب (37 عاماً) ولا يمتلك خبرة طويلة في ملاعب كرة القدم. استفاد خلال تواجده مع لايبزيغ وبايرن، حيث أدار مباريات قوية محلياً وأوروبياً، وحقق نتائج مميزة معهما.

استطاع ناغلسمان أن يعيد لألمانيا هويتها، حيث وجد الحلول التكتيكية، وعولجت المشكلة التهديفية رغم أنّ المنتخب لا يمتلك مهاجماً صريحاً من الصف الأوّل، وتحسّن الأداء الدفاعي بشكل ملحوظ عمّا كان عليه سابقاً.

حتى مع اعتزال الحارس مانويل نوير، وإصابة البديل مارك آندري تير شتيغن، لم تعان ألمانيا كثيراً في حراسة المرمى مع أوليفر باومن وألكسندر نوبل، فهما حارسان جيدان يمكنهما سدّ الثغرات عند الحاجة.

الآن، كل تركيز المنتخب مُنصّب على كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وهذا ما أكّده المدرب واللاعبون. هناك تريد ألمانيا أن تؤكّد أنّها عادت بين الكبار للمنافسة على أهم الألقاب بعد الخيبات المتتالية عالمياً وأوروبياً.