النهار

دانية عقيل لـ"النهار": روعة رالي داكار بمسافاته الطويلة وهذا هو هدفي
المصدر: النهار
دانية عقيل، هي فتاة سعودية تعشق الرياضة منذ الطفولة. لم تكن تتخيّل يوماً أن تتّجه مسيرتها نحو عالم المحرّكات، لكنها أصبحت اليوم واحدة من أفضل سائقات الراليات، ليس فقط في السعودية والعالم العربي، بل أيضاً في العالم.
دانية عقيل لـ"النهار": روعة رالي داكار بمسافاته الطويلة وهذا هو هدفي
المتسابقة السعودية دانية عقيل في رالي أبو ظبي الصحراوي 2024
A+   A-

مابيل حبيب

نجحت المملكة العربية السعودية بجذب عشاق رياضة السيارات إليها، إذ باتت وجهة أساسية من خلال استضافتها لأهم البطولات العربية والعالمية، مثل فورمولا إي ورالي داكار وإكستريم إي وفورمولا 1.

كذلك، تمتلك السعودية سائقين محترفين في مختلف مجالات رياضة المحرّكات، من بينهم المتسابقة دانية عقيل، التي استطاعت أن تكون أوّل امرأة تحصل على رخصة سباق الدراجات النارية في المملكة، وأوّل امرأة في العالم تحقق لقب كأس العالم لراليات "باها" الصحراوية بفئة تي 3 عام 2021، كما أنها حققت أخيراً إنجازاً تاريخياً جديداً، وأصبحت أوّل امرأة تفوز بكأس الشرق الأوسط لـ"باها" بفئة "ألتيميت".

 


كيف بدأ حبكِ لرياضة السيارات؟ وكيف اكتشفتِ الموهبة؟
حبّي للرياضة بدأ من عمر صغير جداً. كنت أحب أن ألعب بالسيارات والدراجات النارية عندما نكون في البَر، ونذهب إلى أُبحر القريبة من جدة، وفي أماكن فارغة في الصحراء. هو عشق من قديم الزمان.

هل واجهتِ صعوبة لتطوير هذه الموهبة؟
لم أجد صعوبة، لأنه لم يكن هذا هو هدفي عندما كنت صغيرة. كنت أحب ركوب الخيل والسباحة وكرة المضرب، ولم أتخيّل تطوير نفسي بهذا الشكل برياضة السيارات، لأنّ الأمر لم يكن جدّياً ولا محترفاً، كان مجرّد هواية.
كنت أسكن في جدة، وعندما صرت في الـ14 من عمري انتقلت إلى بريطانيا، وتعلمت القيادة هناك على الطريق العام عندما كنت في الـ17، وتطوّرت الأمور بشكل عشوائي وطبيعي جداً.

أنتِ أوّل امرأة تفوز بكأس العالم لراليات "باها" الصحراوية بفئة تي 3، كيف تصفين هذا الإنجاز؟ وما هو الإنجاز الذي ترغبين بتحقيقه بعد؟
كان الشعور رائعاً جداً، لقد اجتهدنا من أجل ذلك. وجدت وقتها أنّ فرصتي كبيرة، وكان عليّ إكمال الراليات بسلامة وأمان، وأنا ممتنة أنني تمكنت من تحقيق الفوز، وفعلاً كنا محظوظين. تعلّمت الكثير من هذه التجربة، وأتطلع لتحقيق إنجازات جديدة بعد.

دائماً ما تشاركين في مختلف بطولات الراليات الصحراوية، هل أنتِ متفرّغة لهذه الرياضة أم لديكِ عمل آخر أيضاً؟
نعم، أنا الآن متفرّغة لهذه الرياضة وللراليات. هدفي أن أصبح في أعلى المستويات فيها، والأمر يتطلب التركيز التام.

كم تحتاج هذه الرياضة إلى التمارين للوصول إلى القمة؟
الأمر يختلف من فرد إلى آخر. لكن بشكل عام، بإمكان كل شخص متابعة نتائجه في كل سباق، والعمل على تحسين ما يمكن تحسينه، ومراقبة ما إذا كان هناك تقدّم عن المرّة الفائتة أم لا... هناك أمور تقنية يجب أن نتعلمها وأن نعمل على تطويرها.

غالباً ما تقودين سيارة من فئة (تي 3)، والآن نجدكِ أحياناً بسيارة من فئة "ألتيميت". كيف يقع خيارك على السيارة؟ وهل أنتِ حالياً في مرحلة الانتقال من فئة السيارات "تشالنجر" إلى السيارات العادية؟
أنا أقود سيارة "تشالنجر" (تي 3) في بطولات العالم للراليات الصحراوية (W2RC)، من ضمنها رالي داكار، وأقود سيارة "ألتيميت" في البطولة السعودية، واستخدمتها أيضاً بجزء من بطولة الشرق الأوسط لـ"باها". وجدت أنه من المفيد أن أقود السيارتين في الموسم عينه، لأنّ الانتقال إلى "ألتيميت" يجب أن يحدث في الوقت المناسب، أي عندما أمتلك المستوى اللازم للمنافسة.
من أجل اكتساب الخبرة والاعتياد على سيارة "ألتيميت" اعتمدت عليها في الراليات السعودية، وإلى جانب ذلك أقود "تشالنجر" في بطولات العالم. هذه الاستراتيجية سارت معي، وأتمنى أن أنتقل إلى سيارة "ألتيميت" في عام 2026، بحيث أكون جاهزة للانتقال الكامل.

لقد أنهيتِ رالي داكار عام 2022 في المراكز العشرة الأولى بفئة (تي 3). هل ستشاركين العام المقبل بهذه الفئة أم بفئة "ألتيميت"؟
سأشارك في سيارة "تشالنجر" في رالي داكار. لقد أنهيته في المراكز العشرة الأولى سابقاً، والآن أنا أعمل على تطوير أدائي لأتواجد على منصة التتويج بهذه الفئة، وهذا هو الهدف.

أخبرينا قليلاً عن صعوبة رالي داكار وتطلعاتكِ للرالي العام المقبل.
التحدّيات مختلفة في رالي داكار، لأنّ تضاريسه متنوّعة جداً، والمسافات طويلة، ما يخوّل المتسابقين تقوية مهاراتهم. السائق المحترف يعرف كيف يتكيّف مع المناطق المختلفة، ورالي داكار يقدّم الفرصة لتدعيم هذه المهارات. إنه رالي ممتع جداً، ومن أجمل الراليات لأنّ مساراته طويلة، ما يمَكننا من تمضية وقت طويل في السيارة على أيام عدة.

حدثينا عن تجربة طريفة حصلت معكِ خلال أحد الراليات وتجربة أخرى كانت صعبة جداً في الصحراء.
هناك الكثير من المواقف. دخلنا مرّة في رالي البرتغال في الأنهار ضمن المسار، وعندما عدنا إلى فريق الصيانة قالوا لي وجدنا سمكاً في سيارتك. هذه كانت من اللحظات المميزة التي استمتعنا بها. أما عن موقف صعب، فهو عندما تعطلت سيارتي في الربع الخالي لرالي داكار.

كلمة أخيرة لكل فتاة تعشق رياضة السيارات.
أتمنى لكل من يعشق رياضة السيارات أن يستمتعوا، وأن يكونوا حذرين أيضاً. من المهم أن نطوّر مهاراتنا، لكن الأهم أن نتخذ المسار براحة وأمان. القيادة يجب أن تكون ممتعة وسليمة في الوقت نفسه، وألّا نتخطى حدودنا. سرعتنا ستتحسّن مع مرور المراحل والخبرة. كما أنصح بالمشاركة في دورات تعليمية مع محترفين.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium