ساهمت 3 مصممات عربيات في "أسبوع دبي للتصميم" بابتكارات مهمة بيئياً وإنسانياً، أولها مجلس إيوان يعود إلى حقبة الفن المعماري الفارسي، الذي وجد طريقه إلى الحضارات العربية والإسلامية، ثم ازدهر في العصر السلجوقي.
للمهندسة الإماراتية لمى دندس رؤتها الخاصة حول مجسّم إيوان، الذي حولته إلى صفحات من مادة الألمينيوم بوزن خفيف يمكن نقله بسهولة.
تقول لـ"لنهار": "هذه الصفحات عبارة عن مقرصات هندسية مصفوفة فوق بعضها تشبه تماماً الشكل الهندسي لهيكل إيوان المتواجد على مداخل المنازل والمساجد والمراكز الدينية والحكومية في العصر الفارسي وفي عهد الدولة الهندوستانية، واليوم بات الأمر سهلاً، فهذا المجسم يمكن وضعه على مداخل الفنادق والمعارض خلال المناسبات لإضفاء مشهدا جميلا يشبه ذلك الزمن وبتكلفة بسيطة نظرا لجمال هندسته وفخامتها".
ما كان اختيار مادة الألمينيوم عبثياً من وجهة نظر دندس، لأنها من أكثر المواد الفولاذية التي تتناسب مع البيئة والتغيرات المناخية، وهي مقاومة للمطر وللحرارة المرتفعة، فضلاً عن سهولة إعادة تدويره وانخفاض تكلفته وخفة وزنه مع صلابته في مقاومة عوامل الطبيعة.
ابتكرت المخططة المدنية الأردنية ديمة سروري فكرة تحل مشكلة السكن المؤقت، بفكرة وحدات سكنية مؤلفة من جذور الفطر وسعف النخيل، "بتمازج يصنع منزلاً متنقلاً يمكن طيه والتخلص منه"، تقول سروري لـ"النهار"، مضيفة: "توفر الفطريات الجذرية بعض الحماية للنبات من أمراض التربة وهي تفرز مادة زرقاء تكون موجودة تحت الجذور، تُخلط مع سعف النخيل الذي بات اليوم من أهم العناصر لبناء بيوت تخاطب واقع الإستدامة في الخليج العربي".
تضيف: "هذا الخليط يساعد في تكوين وحدات سكنية يمكن وضعها في صندوق وتوصيلها من أي مكان في العالم إلى نقطة الهدف وتركيبه سهل جدا ويمكن جمع عدة وحدات إلى جانب بعضها خاصة للعائلات الكبيرة التي لا ترغب بالإنفصال عن بعضها".
لا تساهم هذه المواد في تامين مساكن مؤقتة فحسب، بل يمكن تفتيتها والاستفادة من المواد الفطرية على التخلص من سموم التربة واصلاحها لعودتها للزراعة مجددا.
وذكرت العشرات من التقارير البيئية الخاصة بالعراق، وتحديداً منطقة الأهوار، أن التصحر يؤثر في ما لا يقل عن 39% من مساحة العراق، مع تراجع منسوب المياه فيها إلى اقل من 500 كيلومتر مربع. لذا، أرادت المعمارية العراقية علا زناد تسليط الضوء على عرب الأهوار الذين يعيشون مخاوف حقيقية من اندثار تراثهم الذي يتميز ببناء منازل ضيافة مصنوعة بالقصب الذي يحتاج إلى وفرة المياه، "لكن مع شح المياه قد تندثر هذه الثقافة، ويندثر معها الكثير من الموروثات الزراعية والصناعية المرتبطة بتلك الثقافة المختلفة عن باقي خصوصيات العراق"، كما تقول زناد لـ"النهار".
وتضيف: "حاولت المشاركة في هذا الجهد، من خلال بناء مضافة كبيرة مصنوعة بالقصب جلبتها معي من العراق، لأذكر العالم بقضية عرب الأهوار وضرورة الوصول لحل قبل فوات الآوان".