بحث الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو العلاقات الإستراتيجية التي تجمع البلدين بخاصة في المجالات التنموية وفرص تطويرها في إطار شراكتهما الاقتصادية الشاملة بما يسهم في تحقيق مصالحهما المشتركة ورؤاهما تجاه مستقبل أكثر تنمية وازدهاراً لشعبيهما.
ورحب الرئيس الإماراتي، في بداية جلسة المباحثات التي عقدها الجانبان في قصر الوطن في أبوظبي، بزيارة الرئيس الإندونيسي إلى بلده الثاني دولة الإمارات، وأعرب عن تمنياته التوفيق له في قيادة إندونيسيا إلى مزيد من التقدم والنماء، متطلعاً إلى أن تسهم الزيارة في فتح آفاق جديدة للتعاون المثمر بين البلدين خلال المرحلة المقبلة ومواصلة البناء على العلاقات الوثيقة التي تجمعهما لما فيه الخير للجانبين.
واستعرض الرئيسان مسارات التعاون والعمل المشترك بخاصة في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والطاقة المتجددة والبنية التحتية، إضافة إلى الأمن الغذائي والعمل المناخي والتعليم والصحة وغيرها من المجالات التي تعزز التنمية المشتركة، مشيرين إلى أن للعلاقات بين دولة الإمارات وإندونيسيا عمقا ثقافيا كبيرا يسهم في تعزيز جانبها الشعبي.
وبحث الجانبان عدداً من القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، مؤكدين في هذا السياق دعم دولة الإمارات وإندونيسيا العمل الدولي متعدد الأطراف لمواجهة التحديات العالمية وتحقيق التنمية والازدهار للجميع، مشددين على نهجهما الداعي إلى السلام والاستقرار وحل المشكلات والأزمات المختلفة من خلال الطرق السلمية على المستويين الإقليمي والدولي.
وقال بن زايد إن حجم التجارة غير النفطية بين البلدين ارتفع خلال العام الماضي بنسبة 12% مقارنة بعام 2022 ووصل إلى 4.6 مليارات دولار، مشيراً إلى أن البلدين يمضيان في تحقيق هدف اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بالوصول بحجم التجارة بين البلدين إلى 10 مليارات دولار.
وأشار إلى تعاون البلدين المثمر في مشروعات مشتركة في مجال الاستثمار والطاقة المتجددة والاستدامة والعمل المناخي والذكاء الاصطناعي والتعليم والصحة والأمن الغذائي وغيرها.
من جانبه أعرب الرئيس الإندونيسي عن شكره وتقديره للرئيس الإماراتي لحفاوة الاستقبال التي حظي بها والوفد المرافق خلال الزيارة، متطلعاً إلى مواصلة ترسيخ العلاقات بين دولة الإمارات وإندونيسيا خلال المرحلة المقبلة، ورحب في هذا السياق بالاتفاقيات التي أعلنها الجانبان، اليوم، في مجالات متنوعة، مؤكداً أنها تسهم في تطوير آفاق التعاون المشترك بين البلدين.
وكتب الرئيس الإندونيسي كلمة في سجل الزوار عبر خلالها عن تمنياته بالمزيد من التقدم والازدهار في مسار تطور العلاقات الإماراتية ـ الإندونيسية بما يعود بالخير والنماء على شعبي البلدين.
وأقام بن زايد مأدبة غداء تكريماً للرئيس الإندونيسي والوفد المرافق.
اتفاقيات ومذكرات تفاهم
وشهد الرئيس الإماراتي ونظيره الإندونيسي إعلان عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين دولة الإمارات وإندونيسيا، بهدف توسيع مجالات التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص في البلدين في ظل العلاقات الإستراتيجية التي تجمعهما.
وشملت الاتفاقيات والمذكرات التي أعلنها الجانبان مجالات التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والصحة، والثقافة والسياحة، والتعدين، والبنية التحتية، والتطوير والتحديث الحكومي، بجانب الاستثمارات والشحن الدولي وغيرها من المجالات.
الاستقبال
وكان بن زايد استقبل سوبيانتو في قصر الوطن في العاصمة أبوظبي، حيث جرت مراسم استقبال ورحبت فرق "الخيالة والهجانة" بالضيف وقدمت فرق الفنون الشعبية عروضها التراثية احتفاء بزيارته، ثم اصطحب بن سوبيانتو، إلى منصة الشرف وعزف السلام الوطني لكل من دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا، واصطفت ثلة من حرس الشرف تحية له وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيباً بزيارة فخامته، فيما رددت مجموعة من الأطفال حاملين أعلام البلدين العبارات الترحيبية بالرئيس الضيف.