الجمعة - 20 أيلول 2024
close menu

إعلان

الراهب فرنسوا مراد قبل استشهاده في سوريا: سأقدّم حياتي بطيب خاطر من أجل السلام

A+ A-

"سيدنا، نحن في خطر... ومهما فعلوا، فلن يتمكنوا من ايماننا المبني على صخرة المسيح... وتأكد انني سأقدم حياتي بكل طيب خاطر من اجل خير الكنيسة والسلام في العالم، وخصوصا من اجل بلدنا الحبيب سوريا". قبل 4 اشهر فقط من استشهاده، كتب الراهب الفرنسيسكاني الاب فرنسوا مراد هذه الكلمات، موجها اياها الى راعي أبرشية الحسكة نصيبين للسريان الكاثوليك المطران بهنان هندو.


من اخطار كبيرة حذّر، كاشفا عن اعتداءات على الكنائس والرموز الدينية، عن مضايقات واختفاءات، "ولا ادري متى يأتي دوري"، "كل يوم احلك من الذي قبله"... في ثلاث رسائل حصلت عليها محطة "تيلي لوميار"، اعلم الأب الشهيد مراد المطران هندو بما يعيشه ويواجهه، بما في قلبه من رجاء وايمان قويين، من استعداد "لان اقدم حياتي بفرح"، وذلك قبل ان يستشهد في ديره، دير مار سمعان العمودي في الغسانية في سوريا فجر الأحد 23 حزيران الماضي، في ظروف وحشيّة وغامضة، على يد مجموعة من الاسلاميين المتطرفين.
الرسالة الأولى مؤرخة في 18 كانون الأول 2012. وكتب فيها: "سيدنا بارخمور، نحن في خطر، لا يمكننا الخروج من القرية، ولا يمكن أحد الدخول. قاموا بالاعتداء على الكنائس والرموز الدينية. كل يوم يختفي واحد منا، ولا ادري متى يأتي دوري. في كل الاحوال، انا مستعد للموت، ولتتذكر كنيستي انني قدمت حياتي بفرح من اجل كل مسيحي في هذا البلد الحبيب. صلوا من اجلنا".
الرسالة الثانية مؤرخة في 25 شباط 2013، وفيها: "سيدنا بارخمور، الاحداث تتسارع، وأظن اننا دخلنا المرحلة المهمة من جهادنا. بعدما احرقوا كنيسة الروم، وخربوا مزار العذراء للاتين، ونهبوا وخربوا الدير عندي وعند البروتستانت، وكسروا واحرقوا كل الرموز الدينية في القرية، وكتبوا عبارات فيها اهانات لديننا، يحاولون الآن مضايقتنا. ولكن مهما فعلوا، فلن يتمكنوا من إيماننا المبني على صخرة المسيح. وان شاء الله ان يمنحنا النعمة لنبرهن عن صدقية حبنا له وللآخرين. تأكد انني سأقدم حياتي بكل طيب خاطر من اجل خير الكنيسة والسلام في العالم، وخصوصا من اجل بلدنا الحبيب سوريا".
الرسالة الثالثة مؤرخة في 17 آذار 2013: "سيدنا بارخمور، تمضي الايام ببطء، وكل يوم احلك من الذي قبله. فما ان يطل النهار، حتى نبدأ بالبحث عن مكان آخر يحمينا من القصف. وفي الليل نحاول ان نكون يقظين، خوفا من الذين حللوا لانفسهم المسيحي وماله. ولكن مع كل هذا الظلم، أتلمس حضور الشمس السري. وكل ما ارجوه من الله ان يهزم حضوره العتمة التي هي سبب ما وصلنا اليه. صلوا من اجلنا".
في نبذة عن الراهب مراد الشهيد، هو من مواليد حلي 1964، والداه انطوان مراد ومنى سلوم، وله خمس شقيقات. رُسِم شماسا في 17/1/1999، وكاهناً في 30/5/1999. اقر راعي الابرشية قانون اخوة مار سمعان العمودي وصادق عليه في 1/9/1998. والجمعة 27 آب 2010، دُشِّن دير مار سمعان العمودي في الغسانية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم