السبت - 21 أيلول 2024
close menu

إعلان

أكتبُ كي أستميل الفراغ

عبدالله الجعيد
أكتبُ كي أستميل الفراغ
أكتبُ كي أستميل الفراغ
A+ A-

مِن أينَ يولدُ الكلامُ؟

تقولُ: مِن حادثٍ أصابَ القلبَ؛

أم مِن قلبٍ أصابَ الوَقت؟

وهَل مهنة كلُّ هذه الشاعريّة؟

أم حَدسٌ يُحيطُ العقل؟


قُلتُ: امرأةٌ تكفي حَنيني،

ولا تكفي اللُّغة!

كذا يُكتَبُ الغرامُ،

فلا مفرَّ منَ الهروبِ إلى الحُروف،

وَلا مَناصَ منَ التقيُّدِ بالمشاعر؟


أَأنتَ ـ شاعِر؟

ما كُنتُ يَومًا، وَلَكِنْ،

أترجمُ بعضَ الحَنينِ إلى كلامٍ،

وأغرقُ ليلًا في جَسَد.

أواظبُ على السُّكوتِ،

وأكتبُ كي أكونَ،

فلا أغادر.


كلَّما حكَّت جلدي ذاكرةٌ،

تناقلَني الهواءُ،

واستسلمتُ للأورامِ في حِبري.


أكتبُ ــ ربّما ــ كي ــ أستميلَ ــ نساءً

وربّما ــ أكتبُ ــ كي ــ أستميلَ ــ الفراغ.


أنا الفراغُ،

وأنا الحدودُ التي حدَّها من شمالِها، الجمالُ

وحدّها مِن جنوبها الجُنون.

ما زلتُ أكتبُ كي أكونْ.


ما زلتُ أكتبُ،

كي تنسابَ القصيدةُ في دَمي،

حبيبةً،

وكي يقرأني العابرونَ إلى السماء.


ما زلتُ أكتبُ،

كي لا يموتَ الخلق في حادثٍ عاطفيٍّ،

أو تموتَ الطبيعةُ من جفافِ الأمكنة..

كَي تبقى حياتيَ، مُمكِنة!

وَكَي لا يصدَّني التجريدُ عَن غَرَضِ النداءِ،

فأخطئ في التذكُّر..


لي سَكينةُ الأمواتِ ــ تحتَ القبرِ،

وَلي، فَوضى التفَكُّر!


لَونانِ يختصرانِ جِلدي،

النسيانُ ــ لونُ الخريفِ

والعراءُ ــ لونُ العاصفة.

يندمجانِ كلّما لَمَسَت جذوري امرأة،

وينكسران كلّما طال السراب.


مِن أينَ يولدُ الكلامُ..

تقولُ: عَرَفتُ..

ولَكِن،

مِن أينَ تولدُ الموسيقى في آخر الأشياء؟

أَمِن مهارةٍ في حبْكِ السطورِ،

أم مِن طلاقةٍ في زوايا التجربة؟

أقولُ، مِن ثديٍ جريءٍ،

وَمِن تنهيدةٍ خائفة...


وأقولُ: قد تولدُ الموسيقى مِن تلاحُمِ جَسَدَينِ، ربّما؛

بعدَ الساعةِ الواحدة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم