ليس بالضرورة أن تكون #التكنولوجيا في القطاع الزراعي عبارة عن آلة حراثة جديدة، أو تقنيات رش ذكية، إنما يمكن للتقنيات الحديثة أيضاً التدخل في آلية الزراعة والعمل على زيادة المحاصيل بطريقة سليمة وعضوية وبأقل كلفة ممكنة.
شركة LifeLab الزراعية الناشئة في لبنان حوّلت عملية الزراعة التقليدية إلى عملية جديدة كلياً من خلال استخدامها تقنية ذكية لزراعة مئات النباتات على مدار العام ،من دون تربة وشمس، مستخدمة المياه المغذية ومضخات الهواء والضوء بطريقة مبرمجة.
يشرح علي مخزوم، مؤسس شركة LifeLab لـ"النهار" الفكرة التي تكمن وراء هذا المشروع وكيفية عمله: "Lifelab هي شركة تكنولوجية زراعية تطور مزارع ذكية تُعمر داخلياً بمناخ مسيطَر عليه. نحن نقوم بتجهيز هذه المزارع بتكنولوجيا معينة، ونتحكم بالحراراة والرطوبة وبكل التفاصيل فيها لتصبح مهيأة لأن تكون تماماً كالمزارع الخارجية".
تعتمد LifeLab في عمليتها الزراعية على نظام " الهيبودرونيك- Hypodronic" وهو نظام تقني لزراعة النباتات يعتمد على المياه المغذية وخالٍ من التربة التقليدية، ما يمكّن المزارع من التحكّم في الري والتسميد بصورة دقيقة.
توفر LifeLab وحدات مائية صغيرة عمودية جاهزة للاستخدام. تتصل هذه الوحدات ببعضها البعض ثم في نهاية المطاف بنظام التشغيل الآلي الذي يدير عملية النمو بأكملها من دون تدخّل بشري كبير.
يقول علي: "يبلغ حجم هذه الوحدات نصف متر مكعب يتم تركيبها إلى جانب بعضها البعض وفوق بعضها بالطول والعرض، وكل نصف متر مكعب يستوعب زراعة 40 إلى 60 نبتة، الأمر الذي يوفر 95% من المياه و 75% من اليد العاملة، إضافة الى زيادة المحصول بأكثر من 30 مرة من قيمة الإنتاج السابقة".
ويشير علي إلى أن التقنية تمكّن المزارع من التحكم بمزرعته وهو بعيد او في بلد آخر، من خلال هاتفه الذكي، فيستطيع مراقبة كل كمية الغذاء في المياه، وكمية الغذاء الذي تستهلكه المزروعات، والتحكم بالضوء.
ماذا عن المحاصيل؟
الزراعات المائية تحقق اليوم نجاحاً كبيراً على صعيدِ كميةِ الإنتاج ونوعيته، وهي توفرُ قدراتِ تحكّم للمزارعين مستفيدة من التكنولوجيا، إذ يستطيع المزارع اليوم زراعة جميع النباتات التي تتطلّب فصولاً معينة على مدار السنة.
وبحسب علي: "تشير المزروعات التي نحصدها، وفقاً للمواصفات التي نعتمدها، بأنها سريعة النمو وأقوى وألذّ، إذ نقوم بتغذيتها بالتساوي في المساحة التي نوفرها لها". ويشير علي إلى أن الغذاء الذي يؤمن للمزروعات هو عضوي 100%، ولا يوجد استخدام للمواد الكيماوية بتاتاً، كون الحشرات لا تدخل إلى هذه البيئة".
ويضيف: "لقد اختبرنا أكثر من 200 نوع من المزروعات (غير الفاكهة) حتى اليوم والمحصولات التي ننتجها ممتازة وجاهزة للسوق. والآن نعمل على تجربة تقنية جديدة قادرة على زراعة كل ما لم نكن قادرين على زراعته من قبل".
شركة LifeLab بدأت بمبادرة فردية من علي وبتمويل شخصي منه، وسرعان ما بدأت فكرته بالنجاح وملاقاة الأصداء. وقد حصد على العديد من الجوائز ضمن مسابقات الابتكار ومن المنظمات والشركات التي تدعم الشركات الناشئة.
ولكن بالرغم من هذا النجاح لا يخلو الأمر من صعوبات وتحديات أساسية تواجهها LifeLab، اذ وفقاً لعلي، فالتحديات الإدارية في لبنان خاصة لجهة القوانين التي تفرض على الشركات الناشئة وعلى عملية تمويلها صعبة، الأمر الذي يؤخر عملية تطور وانتشار مثل هذه التقنيات.
يطمح علي لأن تصبح شركته عالمية، وأن يُصدر هذه التكنولوجيا "اللبنانية" كونها تتمتع بتقنيات هائلة وبسعر أرخص من تلك الموجودة خارجاً، "نحن نملك القدرات العالية على المستوى التقني ولدينا حس الابتكار، ولكن ما ينقصنا هو التمويل. هدفنا نشر الوعي حول هذه التقنية والمنافسة بها على الصعيد العالمي، لأنها المجال الذي نتجّه إليه في عالم الزراعة ككل".