الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

البطريركُ راعٍ وجُمهورُه ليس نِعاجًا

المصدر: "النهار"
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي (أرشيف "النهار").
البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي (أرشيف "النهار").
A+ A-
ليست البطريركيّةُ المارونيّةُ غُصنًا يَتمايل يُمنةً ويُسرَة، ولا أُذُنًا تَتأثّر بكلِّ هَـمْسة. لذلك لا داعٍ لأنْ يَقلَقَ البعضُ ويَهلَعَ كلما طَلعت هذه الشخصيةُ أو تلك درجَ بكركي. المهِمُّ أن نَرصُدَ خُطواتِها لدى خروجِها ونُزولِـها الدَرَج. إنَّ طائفةً يرقى عمرُها إلى القرنِ الخامسِ، وبطريركيّةً يَرجِعُ تأسيسُها إلى القرنِ السابعِ ما عادَتا غُصنًا بل جِذْعًا مُتجذِّرًا في الأرضِ والتاريخِ يُواجهُ العواصفَ ويَرُدّها على أعقابِها وإلى مصادرِها. وحين يَستقبل غِبطةُ البطريركِ الكاردينال بشارة الراعي زوّارًا من جميعِ الاتّجاهاتِ ويُصغي إليهم بانتباه، في أوّلِ الأسبوعِ أو في وسَطِه أو في آخِرِه، لا يَظُنَّنَّ أحدٌ منهم أنه كَسَبَ البطريركَ إلى جانبِه و"راحَت" على الآخَرين. الإصغاءُ من بابِ اللياقةِ لا من بابِ الاقتناع. لكنْ، طبيعيٌّ أن يَتوقّفَ غِبطَتُه عند أي فكرةٍ جيدةٍ ونزيهةٍ تُبدَى أمامَه بغضّ النظرِ عن صاحبها، فالمعرفةُ نَبعٌ يَجِفُّ من دون سَقْيٍ دوْريّ. يتركهم في غموضٍ والتباسٍ وقلقٍ، إلى أنْ يُطِلَّ عليهم في عِظتِه كلَّ أحدٍ فيُدرِكُ الجميعُ حينئذ أنَّ ما بُني على صخرٍ لا يَهُــزّه زوّارٌ أو مُسْتغيَبون. وخلافًا لِما يَتوَهّمُ البعضُ، غِبطتُه يَعرِف مَقصِدَ كلِّ زائرٍ والغرضَ، ويَملِكُ القدرةَ على التمييزِ بين الحقِّ والباطلِ، والمناسِب والنافر، وبين صاحبِ الحاجةِ وصاحبِ الحُجَّة. وهذا التمييزُ يَسري على كلِّ زائرٍ أكان رئيسًا للجُمهوريّةِ أم مواطِنًا عاديّا أو مرشَّحًا للرئاسةِ زادَ طموحُه عن مؤهَّلاتِه بالولادَة. لكن، ما يُزعجُ غِبطتَه أنْ يَخرجَ زوّارٌ بعدَ لقائه ويُصرِّحوا خِلافَ ما جرى من حديثٍ ويَتركوا الانطباعَ بأنَّ غِبطتَه أيّدَهم في مواقِفِهم. وهنا تبدأ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم