الخميس - 19 أيلول 2024
close menu

إعلان

من طهران إلى مارون الراس

المصدر: "النهار"
داود الصايغ
داود الصايغ
Bookmark
وزير الخارجية الإيراني والوفد المرافق أمام "مجسّم القدس" في "حديقة إيران" في بلدة مارون الراس الجنوبية (أرشيفية - نبيل اسماعيل).
وزير الخارجية الإيراني والوفد المرافق أمام "مجسّم القدس" في "حديقة إيران" في بلدة مارون الراس الجنوبية (أرشيفية - نبيل اسماعيل).
A+ A-
مارون الراس قرية جنوبية تحمل اسماً بلا مضمون. ولعلّ اختصاصيي أسماء القرى اللبنانية يعرفون كيف حلّ هذا الاسم تاريخياً على تلك القرية الجنوبية بالرغم من أنه ليس فيها ماروني أو مسيحي واحد. فأسماء القرى تاريخٌ قائمٌ بذاته، وهو في لبنان يرمز بشكلٍ خاص إلى أماكن الوجود، ويدلّ مهما راوحت التفسيرات، إلى ذلك المعنى الكامن في التكوين البشري اللبناني، والذي لا يفقهه إلا أولئك الذين سبق لهم وأدركوا سرّ لبنان نفسه.ولعلّ وزير الخارجية الإيرانية الذي زار تلك القرية في ٢٧ نيسان الماضي لا يعرف تاريخها. وليس ذلك هو المهم على كلّ حال. الأهم هو ماذا ذهب يفعل ولماذا زار الجنوب اللبناني؟شاهده اللبنانيون أمام تمثالٍ للقائد العسكري الإيراني قاسم سليماني الذي ارتفع في الجنوب اللبناني بعد بيروت!فذلك النصب هو على صورة السياسة الإيرانية في لبنان، إذ ليس المهم أن يكون اللبنانيون راضين، بل المهم أن تتحقق المصالح الإيرانية. تماماً كما كانت الحال زمن الوصاية السورية الطويلة التي ميّزت بين اللبنانيين وحرصت على أن تكون مرجعاً لخلافاتهم. مع العلم أن هذا النموذج السوري ليس قديماً في الزمان. فهو يعود إلى ثلاثة عقودٍ فقط. وهو حاضرٌ لأن تتعلم منه السياسة الإيرانية. كون الغالبية الساحقة من اللبنانيين، ومن تكوينهم البشري العريق، يرفضون سياسة استئثار بعض القوى الخارجية بفريقٍ أو بفئة معينة من اللبنانيين، على حساب ما تقتضيه المصلحة اللبنانية وليس مصلحة القوة الدخيلة. فكل قوةٍ خارجية هي قوة دخيلة. وذلك بالرغم من فتاوى النظام السوري المعروفة بأن لبنان وسوريا شعبٌ واحد في دولتين. فأين هي سوريا في المشهد اللبناني اليوم، في مرحلة إعادتها إلى المجموعة العربية، ولكن قبل ذلك إعادتها إلى كيانها ووحدتها.الوقائع الساطعة تُفيد أو يجب أن تُفيد بأن على كل من يريد التعامل مع لبنان أن يأخذه بالجملة وليس بالمفرّق والتفرقة. فهل صحيحٌ أن نظام الحكم الإيراني حقق مكسباً له من خلال إقامة موقع قدمٍ في لبنان، عبر بعض مكونات الطائفة الشيعية وفي مناطقها. ولكن جميع المكونات اللبنانية الأخرى ترفض هذا الموقع الذي يتعارض كل التعارض مع مصلحة وحدة لبنان وصيغته...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم