انعكاسات للتمرد في روسيا ولو لم ينجح

حبس العالم انفاسه بكل معنى الكلمة في مشاهدته عملية التمرد التي قادها قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوزين وزحفه العسكري في اتجاه موسكو قبل ان يعود أدراجه وفق صفقة توسط فيها رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشنكو. كثيرون من قادة العالم قد يودّون رؤية فلاديمير بوتين يغادر الرئاسة الروسية، ولكن التجارب السابقة في غالبية الدول الديكتاتورية في العقد الاخير وفي دول اقل اهمية بكثير من روسيا ومن موقعها الدولي جعلت الحذر اكبر من الارتياح المحتمل لتحقيق الرغبات ليس إلا. وتشهد على ذلك في شكل خاص تجارب في دول منطقة الشرق الاوسط بالذات شهدت تغييرات جذرية لكنها لم تستطع لملمة نفسها بعد. وتحسس حلفاء روسيا كما خصومها خطورة الوضع وقلة نادرة من زعماء الدول علقت على نحو مبدئي عام . والدول الكبرى باتت تحاذر خوض توقعات او استغلال سريع ما خوفا من عدم القدرة على تأمين او وجود البديل الملائم الافضل او الاقل عداء وعدوانية. فالكثير من الامور كان يتوقف على احتمال نجاح دفع بوتين الى مغادرة موقعه وكيفية حصول ذلك وما اذا كانت حركة قائد "فاغنر" منسقة مع المحيط المباشر لبوتين ام لا والخيارات التي يمكن ان يقود اليها، ولكن المخاوف اكبر وفق مراقبين ديبلوماسيين مما يمكن ان ينفتح عليه مستقبل روسيا من غموض وانعكاسات ذلك ليس على اوروبا فحسب والحرب على اوكرانيا باعتبارها محورا اساسيا...