لماذا سلّم الأميركيون بمنصوري ولم يطالبوا بحاكم جديد؟

منذ أن طُرحت مسألة خلافة رياض سلامة في حاكمية مصرف لبنان، في ظل المخاوف من تمدّد الشغور الرئاسي (كما هو حاصل واقعاً) حتى موعد انتهاء ولايته في الحادي والثلاثين من تموز الجاري، بدا واضحاً أن هذا الاستحقاق يتقدم على استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية لدى أكثر من طرف داخلي وخارجي يتقدمهم "حزب الله" محلياً والولايات المتحدة الأميركية دولياً. ولهذا الاهتمام ما يبرّره لدى الطرفين. فالأول حريص على تأمين شبكة أمان لأمواله وأنشطته المالية الموضوعة تحت مجهر العقوبات الدولية عموماً والأميركية على وجه الخصوص، فيما تحرص واشنطن على بذل كل الجهود الآيلة لتجفيف منابع تمويل الحزب ومنع تمدّده في اتجاه الداخل الأميركي، من خلال عمليات تبييض أموال واتجار بالمخدرات وتمويل الإرهاب، كما يكرر المسؤولون في إدارتها. ظل الحاكم سلامة في رعاية أميركية حتى بضعة أشهر خلت، وتحديداً عندما بدأ القضاء الأوروبي يتوسّع في تحقيقاته وصولاً الى اتهامات مباشرة، بات من المتعذر على واشنطن تغطيتها أو غضّ الطرف عنها. ولكنها لم تصل الى مرحلة القبول بخلع الرجل أو إدانته قبل انتهاء ولايته. في الأشهر القليلة المشار إليها، عملت واشنطن على توجيه...