تذاكر... تذاكر!

جاءنا رجل من فاراب، أضحكنا، ثم أبكانا، ثم غاب.(كمال ناصر) إلى اليوم لا تزال الأحجية قائمة: كيف يمكن لعريف نمسوي سابق في الجيش البافاري، أن يصبح قائداً للدولة الألمانية، ومن ثم ان يقود الدولة والشعب الألماني في شن وإشعال الحرب العالمية الثانية. عريف (مع وسام الشجاعة من الدرجة الثانية) في الحرب الأولى، و"فوهرر" في الحرب الثانية يجتاح اوروبا الشرقية، ويصل الى روسيا لتحويلها الى "مزرعة" للشعب الجرماني، فكان له ما كان لنابوليون من قبل. الثلج مقبرة الغزاة.كبير كتّاب النمسا، ستيفان زفايغ، والذي سوف يموت منتحراً عندما يرى ان كل هذا العالم يتفتت عند قدمَي مواطنه المرتفع الصوت، كان لديه تفسير آخر للظاهرة: ادولف هتلر ليس نتاج ادولف هتلر، بل هو نتاج العبقرية الجرمانية الطاحنة. ذلك الخليط المذهل من غوته وبيتهوفن وفاغنر وبسمارك. هذا المزيج من العظماء شحن النفس الجرمانية كبرياءً حماسية هائلة، اصبح من الممكن معها لرسام فاشل وخطيب بارع من النمسا، أن يجرّ الأمة الجرمانية خلفه الى الفوز والانتحار. عندما اطلق...