كبار المجتمع الدولي مع إسرائيل منذ قيامها... ولا يزالون

مثلما كان يحقّ للفلسطينيين بعد تولّي زعيمهم التاريخي الراحل ياسر عرفات قيادة المواجهة "الفدائية" ضد اغتصاب إسرائيل بلاده فلسطين عام 1948 ثم ما بقي منها عام 1967، فإنه يحق لهم اليوم متابعة هذه الممارسة بل تزخيمها وإن بقيادة عملانية أخرى تتولاها "حركة حماس" الإسلامية بالاشتراك مع تنظيم "الجهاد الإسلامي"، ويُشارك فيها مقاومو عرفات وحركة "فتح" التي قادت النضال الفلسطيني في عصره الذهبي. في هذا الإطار أتت عملية "طوفان الأقصى" التي نفّذها مقاتلو "حماس" وشركائها وورثة المنظمات المؤسسة للكفاح الفلسطيني المسلح صباح يوم السبت الماضي، والتي لا تزال مستمرة حتى الآن. لا يعرف أحد موعد انتهائها ولا سيما بعد كشفها ترهّل "الدولة الأعظم والأقوى عسكرياً وديموقراطياً" في المنطقة، وبعد بدء انشقاق خطير بين متديّنيها والعلمانيين كاد يتسبّب بانفراط شعبها، كما بعد الخسائر الفادحة التي تلقّتها على أيدي الفلسطينيين في عملية حديثة لم يظنّ أحدٌ يوماً من أصحاب "القضيّة" كما من أبناء جلدتهم وحلفائهم أن شعب فلسطين سيُخطّط لمثلها وينفّذها بنجاح كبير فيُزعزع الثقة بالنفس داخل إسرائيل ويُكبّدها خسائر بشرية ما تكبّدتها يوماً في حروبها الكبيرة والأصغر، ويجعلها في حاجة الى استنهاض حلفائها في العالم وهم كثيرون لمساعدتها بتكثيف ضغوطهم على "حماس" وبغضّ النظر عن حرب إبادة يُمكن أن تُحاول إطلاقها أي إسرائيل ضد شعب غزة كما ضد فلسطين الضفة...