هل تستمرّ إسرائيل وأميركا في "تحييد" إيران عن "الطوفان"؟

بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية اتفاق نووي وقّعتاه مع شهود دوليين عام 2015، لكن الرئيس السابق للأولى دونالد ترامب أخرجها منه عام 2018 بذرائع عدّة أهمها أنه يقوّي إيران ويمكّنها من تنفيذ برنامجها الطموح عسكرياً وسياسياً وأمنياً، وأن مصلحة بلاه تقتضي جلبها الى "بيت الطاعة". وعندما خلفه في الرئاسة جو بايدن أظهر رغبته في إحياء الاتفاق النووي بالتفاوض مع طهران. وأظهر الرغبة نفسها النظام الإيراني وعلى أعلى المستويات. منذ ذلك الوقت تحصل مفاوضات غير مباشرة حيناً وتتقطع حيناً ثم تتوقف. وتحلّ مكانها مباحثات غير مباشرة وأخرى مباشرة بين الدولتين في سلطنة عُمان، علماً بأن دوحة قطر استضافت أو أسهمت الى حد ما في هذه المفاوضات. لكن الحرب الجديدة بين فلسطين ممثلة هذه المرة بـ"حماس" و"الجهاد الإسلامي" انطلاقاً من غزة وبين إسرائيل جمّدت كل تحرّك سياسي إقليمي ودولي آخر ولا سيما بعد نجاح الفلسطينيين في مفاجأة الجيش والشعب الإسرائيليين بعملية جريئة أصابت كرامتهما وغرورهما وهيبة الجيش في الصميم. كما أصابت ثقة شعبها بقدرته على "العيش الى الأبد" في دولته اليهودية بعد الخسائر البشرية والعسكرية التي لحقت بها، فضلاً عن خسارة الهيبة التي كانت لها في العالم كله باعتبارها القوة العسكرية التي لا تُقهر. وأصابت تجميد التفاوض المباشر غير الرسمي أو بالأحرى غير المُعلن بين واشنطن وطهران.إلا أن...