هل اقتنعت إيران بحلّ الدولتين أم بعد؟

لا شك في أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد تصدّيها لاحتلال إسرائيل أجزاءً من لبنان بواسطة ابنها "حزب الله" ونجاحها في إجبارها على الانسحاب منه عام 2000، لا شك في أنها أثبتت بالملموس أنها بانتمائها الى الإسلام الشيعي ورغم عدم انتمائها الى العرب والعروبة قامت بدور مهم في الجانب اللبناني من الصراع العربي مع إسرائيل. لا شك أيضاً في أنها نجحت، بعد سنوات من العمل الدؤوب لإقامة علاقات جيدة وثابتة ومتينة مع حركة "حماس" الفلسطينية الإسلامية السنّية ذات "الجذور الإخوانية"، في إثبات أنها صارت شريكاً أصيلاً وليس مضارباً للعرب في العمل والسعي الى استعادة فلسطين من "مغتصبيها" اليهود وحُماتهم الكبار في العالم. وقد أثبتت عملية "طوفان الأقصى" التي نفّذتها "حماس" ضد إسرائيل انطلاقاً من غزة الشهر الماضي والتأييد العارم لها الذي قدّمته إيران في المجال السياسي والمجالين الأمني والعسكري غير المباشرين من طريق مسارعة حليفها بل ابنها اللبناني الى بدء مواجهة عسكرية مع إسرائيل معيَّرة ومضبوطة بهدف تخفيف ضغطها العسكري على "حماس" و"الجهاد" في غزة وعن شعبها، أثبتت أنها صارت عملياً ورسمياً جزءاً من المعسكر العربي المعادي لإسرائيل...