الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

لا شكّ أنكِ تمزحين

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
بيروت (نبيل إسماعيل).
بيروت (نبيل إسماعيل).
A+ A-
من أجل أن يجعل الصحافي مقاله مستحقاً، لا بد - مثل الرسم والغناء - من بعض الإضافات، وإلّا ظلت الحكاية باردةً أو عادية. قد تكون الإضافة تراجيدية أو ساخرة أو جمالية، وإلّا ظلّ الحجر حجراً، وبقيت الشجرة من دون هديل، وظلّت أغصان شجر اللوز من دون زهرها الزهريّ الساحر. كتبتُ في الماضي عن مدينة "كورك" الإيرلندية، وأنا مسحورٌ بها، كل شيءٍ فيها كان جديداً ومألوفاً معاً. وكلّ شيءٍ كان ايرلندياً من دون خطأ. المشارب المليئة بالسكارى واللُهاة والكسالى والحالمين واليائسين والمناضلين المتقاعدين. والأحاديث هي نفسها، والجدل والأمطار وآخرُ ريحٍ تهبّ من المتوسط قبل أن تطلّ ايرلندا على الأطلسي وتأخذه برفقتها إلى أميركا، حيث يهاجر الايرلنديون ويتحولون إلى رؤساء وأثرياء وكرادلة، بعكس الذين يعبرون البحر إلى بريطانيا، لكي يصبحوا كبار شعراء الانكليز وأشهر ساخريهم. لم أمضِ في كورك أكثر من يومٍ واحدٍ وتاليه. لكنها بقيت في ذاكرتي مثل كل الأشياء التي لا تُنسى على رغم عدم أهميتها. الأشياء البسيطة، التي تتحول في الذاكرة إلى معالم. حديقةٌ عامة من هنا، ونهرٌ صغيرٌ من هناك. أو نصبٌ برونزي في ساحة المدينة يروي حكاية بطولية لم تعد تهمّ أحداً. والباريسيون يمرّون كل يوم إلى جانب تمثالٍ صغير يميل إلى البشاعة أكثر من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم