كان بلال الحسن رجلاً لم يطمع بثروة، بالرغم من أنه عاش في محيط صحافيّ مليء بالشرهين للثروة. الرجل الذي عرفته أسّس لحياة الطبقة الوسطى معظم حياته. من بيروت إلى دمشق، إلى باريس، كان ككلّ أبناء الطبقات الوسطى حريصاً على أن يسكن البيت المحترم والمتواضع، وأن يؤمن لأولاده أفضل تعليم، ولزوجته السيدة هانية أفضل وضع ممكن، مريح وآمن. عرفته في بيروت في بدايات الحرب الأهلية. كانت سمعة الاسم قد سبقت هذه المعرفة كعضو قيادي في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، ثم كشقيق أصغر للأشقاء البارزين في حركة "فتح": علي وخالد وهاني، ثم كرئيس تحرير لجريدة "السفير". عملياً، كان نائباً لرئيس التحرير، وذا نفوذ واضح في الصحيفة كجزء من نفوذ تلك الحقبة المتمثَّل بدور منظمة التحرير الفلسطينية. لكن خلف هذه الصلابة السياسية والنضالية، صارت وبسرعة علاقتنا الشخصية وطيدة؛ هذا بالرغم من أنه في بداياتي في "السفير" (منتصف1977) كان عبور مقالي من رقابة بلال الحسن شبه إيذان بتكريسي معلّقاً سياسياً، وأنا الذي بدأت في تلك الفترة المبكرة من الحرب أراجع مواقفي منها. لكن هذا النزوع النقديّ المبكر -وبلال السياسي الفلسطيني والصحافي المرموق يومها الذي كان ملتزماً بشكل كامل بموقع المقاومة الفلسطينية، والمستمر في الاقتراب من ياسر عرفات- هذا النزوع لم يمنع التطور الشخصيّ المتواصل صعوداً لعلاقتنا حتى لو كنتُ من بين بعض الصحافيين المتذمّرين من نفوذ بلال الحسن السياسي علينا، وعلى...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول