هل بدأت النهاية الفعلية للبنان 1920 و1943؟

"الثالثة ثابتة" هذا قولٌ سمعناه صغاراً وعنى وسيعني دائماً أن أي عمل لا يكتمل إلا بعد مروره في مراحل ثلاث من الأمل والخيبة من الإخفاق والنجاح ومن الإصرار على إنجاحه أو إفشاله فالإسقاط. تذكرت هذا القول ولا أدري منشأه رغم حكمته وإن بدائية يوم رأيت "الدولة الثالثة" في لبنان وهي شيعية تسير نحو الوقوع في فخ السقوط بعدما بالغ مؤسّسوها اللبنانيون في التصرّف على أنهم حُماة لبلادهم وحدهم ومن دون أي شريك فعلي رغم كثرة شركاء الظاهر من أصحاب الطموحات السياسية والمصالح التي تحتاج دوماً الى تغطية "الحكّام" الأقوياء بالشعبية والسلطة والسلاح والمال ودعم الخارج. لكن قبل البدء بالكلام عن المرحلة الثالثة وربما الأخيرة للدولة اللبنانية لا بد من المرور على سقوطين سابقين لهذه الدولة أي دولة لبنان الكبير التي أقامها الانتداب الفرنسي عام 1920. السقوط الأول كان تدريجياً إذ استمرت العوامل المؤدّية إليه في التفاعل منذ استقلال الدولة عام 1943 حتى عام 1958. وهو عام "الثورة" أو "الأحداث" التي قامت بها قيادات مسلمة ظهر خلالها عدم رضى مسلمي لبنان عن دورهم في السلطة السياسية والإدارية والعسكرية و... ثم إصرارهم على مشاركة فعلية فيها، كما على إجراء إحصاء مركزي للبنانيين يُظهر أعداد المسلمين والمسيحيين بطوائفهم والمذاهب، ويُبرّر هذه المشاركة ثانياً. طبعاً ظنّ...