فسيفساء الأماكن (27):"إعصارٌ يمسحُ الطاولة وحبٌّ يملأ صدري"

رامي يمّين
 

من المُحيي أن يُعجَبَ بكَ مَن لم تُفقِدْه الحياة تفاؤله بعد. هي شهادة بأنّ أجزاء منك ما زالت تشعّ بالحياة.
ولكنّ الحبّ هو لمَن يرى فيك ما تَعِب، ويَهمس به القليل من الدفء والإبتسامة.

***

كم أريدُ أن تنطوي الصفحة، أن ينتهي الكتاب. كم أريد أن يأتي اعصارٌ ويمسحُ الطاولة، ويأتي حبٌّ ليملأ صدري. فيعود نَفَسي عميقاً كالبحار، وظهري مستقيماً كالأشجار.
فأقذف نفسي مجدّداً في الحياة إلى أن أُرهَقَ مجدّداً وأحبّ من جديد.

***
أن يكونَ لك صديق، هو أن تُعبِّدَ طريقاً بداخلكَ لتسلكَه المحبّة. مَن لا تمشي المحبّة فيه، تموت فيه. ومَن تموت فيه المحبّة تموت فيه الحياة.

***
أشياء جميلة ستحدثُ في هذا الكون يوماً ما. سيُنصَر ُالمظلومون ويكونُ للجراح نتيجة. سَيُحبّ الناس بعضهم إنطلاقاً من تعاطفٍ صافي، وستزورُ الطمأنينة أخيراً مَن يُتعبه القلق.
لا أعرف إن كنتُ سأشهد على أيّ من ذلك، لكن يكفيني يقيني بأنّه بشكلٍ من الأشكال، وبوقتٍ من الأوقات، سيكونُ الكونُ جميلاً.

***
ما يدفعُني للإستمرار في هذا العالم هو الإحتمال البسيط بأني سأخلقُ فيه شيئاً جميلاً يُنقذُه ولو قليلاً من حقارته.

***
ألشرفةُ هي أن أهربَ من الداخل إلى داخلٍ أوسع منه. هي أن أغطَّ وجهي في الهواء دونَ أن يقتلعَني من ذاتي.
ألشرفةُ هي أن أختبرَ الخارج براحتي الكاملة. هي لقائي مع الحركة دونَ أن أشعرَ بالحركة تهجم عليّ من كلّ الجهات.