قصي الحسينكتب المذكرات، عادة ما تطوي التحولات. وهي تمتاز عن بعضها، بشدة الحرارة التي تلتصق بها، حرارة الأزمنة وحرارة العصور وحرارة الأحداث وحرارة الشعوب التي تجري عليها. ولا تشذ "مذكرات بديعة مصابني"، دار نلسن، عن ذلك. فمادتها كسينوغرافيا محققة، إنما تطوي ثلاثة عصور متتالية: العصر التركي، وعصر الإنتداب، وعصر الإستقلال. فما بالك إذا كانت الأحداث تتنقل بنا، بين دمشق وبيروت وبوينس أيريس. ناهيك بالعذابات والمرارات التي صادفتها في طريقها. فبديعة مصابني، هي أكثر من شاهد على عصر، بل هي شاهد على التحولات، التي جرت في ثلاثة عصور متعاقبة. وفي ثلاثة أمكنة متدانية ومتنائية. تسجل الأحداث، وهي تندرج بها. وهذا يؤشر إلى مقدار الحرارة اللاصقة بها، والتي تعكسها لنا مذكراتها.تطرح مذكرات بديعة مصابني، تحرير نازك باسيلا، عناية ومراجعة الدكتور باسم مروان فليفل، تعقيدات بالغة متصلة بتناقضات الشخصيات من عائلتها ومعارفها وزميلاتها وزملائها. تناقضات حافلة بالإلتباسات، بين صورة براقة كفنانة مبدعة، وجوهر مشوه، نال منه خبث العائلة والجماعات والحكام، حتى صار ينافي الجمال المشرق، الذي هو مسحة ومساحة من فنها وجمالها...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول