الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

"الكورد والإرهاب" لإدريس عمر... إيديولوجيا ومصطلحات

المصدر: "النهار"
غلاف الكتاب.
غلاف الكتاب.
A+ A-

صدر حديثاً للباحث الكردي إدريس عمر كتاب بعنوان "الكورد والإرهاب" عن مكتبة خانى بدهوك  كوردستان العراق. ويتضمن الكتاب بين دفتيه 225 صفحة من الحجم الكبير وتشرّف الباحث حيدر عمر بمراجعته اللغوية في حين قام الفنان الكاريكاتوريست يحيى سلو بتصميم جميل للغلاف معبراً عن مضمونه، وإهداء، ومقدمة شخصية، وقدم له الأكاديميّ محمد عامر الديرشوي المختص بالاستشراق  والعلوم السياسية، حيث يقول إن السيرة الشخصية للمؤلف تؤهله أن يكون ضالعاً في الكتابة عن التطرف والإرهاب. فالمؤلف ناشط سياسي يتتبع التطورات في المنطقة ويقرأها بعمق. إضافة إلى ذلك، وإن لم يصرح به هو في كتابه ولم يتطرق إلى من اضطهدوه، المؤلف بذاته ضحية من ضحايا الإرهاب الجسدي والفكري، فهو قد تعرض إلى إرهاب الدولة السورية وإرهاب مجموعة إيديولوجية كان هو يعمل في صفوفها. وإن إنعكست هذه التجربة المرة مرات كثيرة على طريقة كتابة المؤلف، وخصوصاً في المصطلحات، إلا أنّ الحلول التي يقدمها هي حلول حكيمة ومنطقية وعلى منهجية "صدّ من غير الإنتقام بالمثل"، وهو المنهج الذي يصفه في آخر فصل من كتابه.
قسم المؤلف كتابه إلى أربعة فصول هي: الفصل الأول بعنوان "ماهية التطرف الإيديولوجي والارهاب"، والفصل الثاني: "العلاقة بين التطرف والإرهاب"، والفصل الثالث: "نماذج من الحركات الإرهابية في العالم"، والفصل الرابع: "الكورد والاسلام والإرهاب".
يقول المؤلف في مقدمة كتابه الشيق هذا "أما بعد ظهور تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتأسيسها ثقافة العنف والإرهاب، حيث إن أعمال القتل، والحرق، والتدمير، والتهجير، وغيرها، أصبحت جزءاً من الحياة اليومية لها، خاصة من خلال بثِّ مظاهر قطع رؤوس البشر، و حرقهم، وهم أحياء في أقفاص حديدية. على مرأى من الملايين من الناس. لقد بثَّت هذه المناظر الخوفَ والرعب في نفوس السكان، الذين يقطنون المناطق التي تسيطر عليها.
حينها بادر إلى ذهني دراسة هذه الظاهرة من كل جوانبها، والوقوف بشكل خاص على دور الكرد، ومقاومتهم ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ليس دفاعاً عن أرضهم فحسب، بل دفاعاً عن البشرية جمعاء. وحماية الكثير من المجتمعات الأوروبية والأمريكية، من هجماتها، ومن عمليات التفجير والعمليات الانتحارية من قبل هؤلاء الذين شكلوا خطراً كبيراً على المجتمعات الديمقراطية والحضارية. لقد رأى العالم كيف سطر أبطال الكرد الملاحم البطولية ضد هؤلاء الهمج القروسطيين، وكيف تم الانتصار عليهم بشجاعة يندر لها مثيل. ولكن الضريبة كانت كبيرة وكبيرة جداً، وهي دماء أبناء الكرد الأبرار، الذين بذلوها في ساحات المواجهة، وكتبوا أسماءهم في سجلِّ الخالدين في التاريخ المعاصر، منطلقين من ثقافة التسامح التي عُرِف بها الشعب الكردي ضد ثقافة التوحُّش والهمجية، التي جسَّدتها، ومازالت تجسِّدها الدولة الإسلامية (داعش)".
يُعتبر الكتاب رؤية كردية للإرهاب، ويقدّم المؤلف من خلاله إضافات جديدة وجديرة بالاهتمام والمطالعة، فهو وبالاعتماد على المصادر، يناقش التطرف والإرهاب، والفرق بينهما، إضافة إلى الأسباب التي تجعلهما ينتشران. ويقدّم الحلول المنطقية للحد من الظاهرتين. أما على صعيد المنطقة وكردستان، فالكتاب يتتبع بروز مجموعات ما يطلق عليها بالإسلام السياسي في كردستان، ويذكر أسباب عدم تمكنها من الإنتشار في غرب كردستان، ويذكر أهم المجموعات في جنوب كردستان العراق.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم