فنانون من ذوي الاحتياجات الخاصة ينشرون الأمل في معرض "بيوند كولورز" لمنصّة "النداء الإبداعيّ"

أطلقت منصّة "النداء الإبداعيّ"، "kreative call"، معرضها يوم الخميس في بيروت تحت عنوان "بيوند كولورز"، "Beyond Colors"، وسط تنوّع مميّز لقطع فنيّة ابتكرها فنّانون من ذوي الاحتياجات الخاصّة.
 
وتجلّت الألوان الصاخبة والرؤية الإبداعية في كلّ قطعة، حيث فتح المعرض ذراعيه لأكثر من 29 لوحة فنّية لفنانين يواجهون صعوبات اجتماعية، أو لديهم اضطرابات سلوكية ويعانون من التوحّد، فضلاً عن ضمّ منحوتات لفنانين مكفوفين.
واستوحي هذا التعاون من رغبة "النداء الإبداعيّ" في دمج هؤلاء الفنانين في مجتمعنا بصفة مبدعين ومبتكرين.
 

وفي حديث لـ"النهار" تؤكّد رئيسة المنصّة ألين كرم أنّ "عملنا يركّز أوّلاً على دعم فنانين من ذوي الاحتياجات الخاصّة، وثانياً على دمج وضمّ هذه الشريحة المهمّشة، ويتمّ ذلك من خلال إعطائهم صفة فنانين مساهمين في الإبداع اللبناني، كي يصبح مجتمعنا متجانساً".
 
 
 
وعن عمل المنصّة، تقول كرم إنّ العملية تبدأ بالتعاون مع جمعيات ينتمي إليها فنّانون تُعنى بالمكفوفين أو الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسيّة، وحين تبرز موهبة أحدهم يتمّ التواصل مع "النداء الإبداعيّ" للعمل معها. وبهدف دعم انخراط هؤلاء الفنانين في المجتمع كأعضاء فاعلين، نسجت المنصّة تعاوناً مع "أوبتيك إي فيزيون'' Optique et Vision" بمناسبة عيدها الـ 75، والتي تعمل بدورها مع الفنانين المكفوفين.

وعلاوةً على ذلك، استعانت المنصّة بالفنانين المشهورين، الرسامة زينا نادر والرسام والنحات وسام ملحم للاحتفال في الابتكار وتعزيز تكافؤ الفرص في مجال الفنّ، من خلال العمل على منحوتات الفنانين وزيادة الألوان والأبعاد الفنية.

في حديث لـ"النهار" يرى الفنان وسام ملحم أنّ الفنانين هم الذين ابتكروا القطعة الفنية في المقام الأوّل، وجُلّ ما فعله هو إضافة نكهته الشخصية ورؤيته الفنية. وأشار إلى أنّ: "بعد التواصل مع منصّة "النداء الإبداعيّ"، حصلت على القطع وبدأت أولّاً بزيادة الألوان، ومن ثمّ بعض الأجزاء لمنح التمثال طابعاً إبداعيّاً، لأختمها بالعناوين"، مشدّداً على أنّ عنوان القطعة الفنية مجرّدة من إطار معين، وذلك بغية ترك هامش الإبداع يجول في مخيّلة المشاهد.


"أشعر بفنّي من خلال يديّ"
 
(الفنان محمد حمود)
 
كشف الفنان محمد حمود في حديث لـ"النهار" أنّه حمل شغف الحرف اليدوية منذ صغره، وعمل على تطوير هذه الموهبة مثقلاً بالطموح والمثابرة، فبالرغم من كونه "مكفوفاً" إلّا أنّه تمكّن من نحت تماثيل عدّة بمساعدة المدرسة اللبنانية للضرير والأصمّ في بعبدا، لينضمّ في ما بعد إلى منصّة "النداء الإبداعيّ".

"أشعر بفنّي من خلال يديّ"، بهذه الكلمات وصف حمود رحلته الإبداعية وعملية ابتكار فنّه، إذ تتركّز العملية على لمس أشياء معينة وتجسيدها في المنحوتات، ومن ضمن هذه الأشياء قطّة حمّود.
 
 
 
وشدّد على أنّ "فنّه يعكس المثابرة والطموح، فبالرغم من مشكلتي إلّا أنّني لم أتردّد يوماً في الدخول إلى عالم الفنّ والابتكار، فلا حدود للطموح ولديّ الإرادة والموهبة كي أوصل رسالتي".

وليس حمود الفنان الوحيد المثقل بالأمل والموهبة. فمن جال في المعرض، لمح شابّاً يقف إلى جانب منحوتات صاخبة الألوان وسط الصالة، يستمع بهدوء إلى الأحاديث الشيّقة والتحاليل الفنية لترسي على شفتيه بسمة فخر. فهذا الشاب المبدع اسمه سليم سليمان، وفي حديث لـ"النهار"، كشف أنّه بدأ تطوير موهبته في المدرسة، إذ كانت في البداية مجرّد وسيلة للتعبير لتتطوّر وتصبح جزءاً من مهنته وشغفه.
 
(الفنان سليم سليمان)
 
وعن رسالة فنّه، يؤكّد سليمان أنّ "مهما اختلفت نوع الإعاقة بوسع الموهبة والشغف أن ينجحا، وجُلّ ما يحتاج اليه المرء هو الإيمان والعمل، فالكفيف بإمكانه الوصول الى أعلى المراتب بالرغم من عقبته".
(فنّ سليم سليمان)