التوتاليتارية الزاحفة والهوية المهدّدة

أنطوان مسرّهكرسي اليونسكو – جامعة القديس يوسفصدر للروائي والطبيب المصري علاء الاسواني: الأشجار تمشي في الإسكندرية. ترجمت أعماله إلى عدة لغات وتصفه التايمس اللندية بما يلي: "كما سلفه نجيب محفوظ، هو كاتب عالمي يجعل من القضايا المصرية قضايا إنسانية ويضيء بمنتهى الجمال العالمي المدهش دائمًا والحزين والمربك أحيانًا". ويقول عنه روبرت فيسك: "هو أعظم روائي مصري على قيد الحياة" (الأشجار تمشي في الإسكندرية، هاشيت- أنطوان نوفل، 2024، 440 ص).تقرأ روايته، من مفاجأة الى مفاجأة، بدون توقف. انها رواية في النهج القصصي ولكنها بالأحرى وصف لواقع معاش في الحياة اليومية والاختبار والطبيعة البشرية الممزقة في أهوال الحياة والعطش إلى الحب في عالم حيث هوية الوطن طوال قرون مُهددة وأيضًا هوية الإسكندرية في واقع شمولي للتسلّط. الكاتب هو George Orwell عالمنا اليوم والعالم العربي بشكل خاص. إنه يصالحني مع الرواية المعاصرة التي هجرت قراءتها منذ زمن. كل شخصيات الكتاب ليست نابعة من مخيّلة بل هي واقعية تعيش بيننا ومعنا.زرقاء اليمامة امرأة عربية عاشت قديمًا. كانت معروفة بقوة بصر خارقة وكانت قبيلتها تستعملها لاستطلاع تحركات الأعداء، بفضل بصرها الخارق. كانت تكشف تحركات الأعداء مبكرًا مما جعل قومها...