بوتين و مكيافيلي وجهاً لوجه...!؟

خالد القيسينظراً للتحوّل غير المتوقع، أو المتوقع ولكن غير المعقول، للأحداث التي تمر بها روسيا الاتحادية هذه الأيام... ولا سيما بسبب سوء التقدير الخطير والقاتل الذي قام به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ بدء حربه الظالمة والعبثية على الجارة أوكرانيا دون أن يأخذ في الاعتبار واليقين هزيمة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان وهزيمة نابليون بونابرت في روسيا تاريخياً وإلى آخر هزائم المعتدين والغزاة تاريخياً هزيمة تلو الهزيمة… فإنني أتذكر أحد أهم وأكثر (الأعمال الأساسية والتأسيسية) في النظرية والفلسفة السياسية والمدارس التنويرية الحسية والعقلانية والواقعية، المعروفة مجازياً باسم "إنجيل السياسة وكتابها المقدّس"... كتاب "الأمير" لنيكولو مكيافيلي، حيث يوضح ويشرح قبل ستة قرون المعضلة التي يواجهها بوتين حالياً من الاعتماد على المرتزقة والحاشية والمستشارين:"المرتزقة والحاشية والمستشارون دائماً غير شاكرين، وهم متقلبون وكاذبون ومخادعون، وعادة ما يهربون من المخاطر، ويطمعون في المكاسب، ولذلك من الضروري للحاكم أن يتعلم ألّا يكون صالحاً معهم". هذه العبارة تلخِّص ما ورد في كتاب “الأمير” للمفكر والفيلسوف الإيطالي نيكولو مكيافيلي الذي أثار الجدل على مرّ العصور، وسيبقى... لو أخذنا بوتين مثالاً، لوجدنا أنه يطبّق النظريات الواردة بشكل مقلوب وخاطئ تماماً، فهو يدمّر الدولة التي يريد أن يحكمها كلياً، والأصل أن تبني دولة مستقرة وأكثر عدالة حتى تستطيع حكمها، وبدلاً من ممارسة العنف ضد شعبه وأهله وجيرانه، وإثارة العنف المضاد، كان يجب عليه أن يقرأ “مكيافيلي” بشكل تفصيلي أدق!؟في الفصل الثاني عشر من الكتاب... يعطي ميكافيلّي رؤيته للأمير (…) أو القيصر أو الرئيس على النحو التالي: "أنا أرى أن الأسلحة التي يدافع بها القيصر عن ممتلكاته إما أن تكون أسلحته الخاصة، أو أسلحة لقوات مأجورة أو أسلحة حلفاء له أو مختلطة، وأسلحة المأجورين والحلفاء بلا فائدة وخطيرة، وكل من...