لماذا تتحالف إيران مع أميركا وإسرائيل وتُعادي العرب؟

الدكتور هاني عانوتي *لم تكن ليلة 13- 14 نيسان 2024 عادية لسكان الشرق الأوسط. كانت صاخبة ومتوترة. فيها الكثير من الخوف والقلق والأكثر خطراً منذ عقود. جميعاً كنا نشاهد بالعين المجردة او عبر الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي من خلال البث المباشر مئات الصواريخ والمسيّرات الإيرانية تعبر اجواء العديد من الدول العربية، والهدف طبعاً اسرائيل. كان هناك الكثير من الرُعب وكأن الحرب الاقليمية وربما العالمية ستندلع في 14 نيسان 2024. ومع ذلك، كانت الواقعية والحقيقة مختلفتين تمامًا.في صباح 14 نيسان وبعد اتضاح الصورة اكثر، اصبح من السذاجة أن نأخذ ما حدث على محمل الجد. فالمشهدية تعيسة جداً وفيها الكثير من النفاق اقله للرأي العام المؤيد للمحور الايراني والباحث عن انتصار وهمي ينتشله من ازماته. حاول الحاكم في طهران إظهار الصورة القوية لايران، لكنه فشل، بل نجح في إثبات مدى بُعد النظام الإيراني ومحور الممانعة عن فلسطين وحليفتهم "حماس"، وقرب ايران من إسرائيل واميركا على ارض الواقع. اذا نظرنا إلى تاريخ ايران بعد الثورة الإسلامية، نجد أنه لا تخلو مناسبة من دون ان يهدد اركان النظام بزوال اسرائيل وتحرير فلسطين والقضاء على اميركا الملقبة هناك "الشيطان الاكبر". ولكن في الحقيقة كل هذه النظريات تسقط عند ابواب حماية النظام، وليس طبعاً تحرير فلسطين. فإذا كانت ايران جادة بما تدّعيه، لماذا لم تتحرك عسكريا ضد اعدائها إسرائيل واميركا؟ واذا كانت تملك كل هذه القوة كما تدّعي، لماذا لم تبادر إلى تحرير فلسطين من قبل؟ ولماذا لم تساند "حماس"...