الخميس - 04 تموز 2024

إعلان

في مقاربة الجانب الملآن من كوب عزوف الحريري عن الانتخابات

المصدر: "النهار"
Bookmark
الحريري (النهار).
الحريري (النهار).
A+ A-
طلال خواجة ما كدت اصل الى اعتصام مدني امام قصر العدل في طرابلس في آذار ٢٠٢٠، حتى اسرع الي احد الزملاء المشاركين، هامسا في اذني انه تلقى تهديدا مباشر بضرورة المغادرة، وانه قرر المغادرة بهدوء، درءا لاي احتكاك.والزميل المهدد هو ناشط نقابي ومدني بارز.وكنا قد شاركنا سويا قبل ايام في اعلان المبادئ للمبادرة الوطنية الذي ركز على استعادة السيادة وتطبيق القرارات الدولية ١٧٠١، ١٦٨٠ و١٥٥٩، والتمسك بوثيقة الوفاق الوطني وبالدستور باعتباره سلاح الذين لا سلاح لهم. كما اكد الاعلان تمسكه بالعيش الواحد، ومواجهة اسباب وتداعيات الانهيار السياسي والاقتصادي والثقافي على كيان الوطن ودوره ومستقبله في عالم متغير، وفي منطقة تسرح فيها الوحوش الضارية في كل الاوقات.ومع ان الاعتصام كان نخبويا، الا انه جذب بالطبع بضعة معتصمين من ساحة الانتفاضة، خصوصا من المتقاعدين العسكريين وبعض اليسارويين الذين يرفعون شعارات، بعضها تعود للقرن التاسع العشر.فجأة صرخ احد كوادر المتقاعدين العسكريين، بعد ان انسل من الحشد و تموضع بطريقة تجعله مرئيا من الجميع؛ "ايها الثوار ان الدكتور طلال شارك في الامس في اجتماع مع بعض اركان سلطة الفساد"، مسميا بالاسم فارس سعيد واحمد فتفت، طالبا مغادرتي الاعتصام فورا. وللمفارقة فان هذا الشخص كان يشارك بفعالية في معظم الندوات التي اقمناها في خيم الانتفاضة. لن نطيل السرد، اذ ما يهمنا هو وضع الحادثة ضمن سياق معين في خدمة الموضوع، مع التأكيد انه لم تكن المغادرة ممكنة، لانها كانت ستعني عمليا الانكفاء عن الفعل السياسي والمدني في تلك المرحلة لشريحة اساسية واسعة من النخب المدنية والنقابية والثقافية الشمالية.لم تأت الحادثة من فراغ، بل هي اتت ضمن سياق المشاكسة مع اعلان المبادئ التي تنكب لها بعض المجموعات النخبوية التي برزت في حراكات سابقة، خصوصا في فترة المواجهات الدموية التي انفجرت في المدينة مع تحرك الفوالق السياسية في لبنان وسوريا.وقد اعتبر البعض بان اعلان المبادئ يبعد الثورة عن شعارها الرئيسي "كلن يعني كلن" وما رافقه من شعارات تمحورت حول الفساد والاموال المنهوبة وحكم المصرف، و ان ما ورد في الاعلان حول السيادة والسلاح، سابق لاوانه، ويمكن ان يحرف الثورة عن مسارها الرئيسي الذي ينحو لاسقاط المنظومة عند البعض والنظام عند البعض الآخر. وللمفارقة فقد جرى التعامي عن أن حزب الله كان قد حطم خيم الانتفاضة وقمع المنتفضين في وسط العاصمة بيروت في غزوات الخندق في اليوم الذي اعلن فيه الرئيس الحريري استقالة حكومته، معاكسا لاءات...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم