الوَلاءُ وتراجيديا الوطن
الدكتور جورج شبليتوضيحٌ تبريريّ :إنّ ما دفعَ بي الى مقاربةِ مسألةِ الولاءِ الوطنيّ هو ما يُعمَلُ، عندَنا، على تشويهِ مفهومِ الوطنيّةِ التي يشكِّلُ الولاءُ، مع الإنتماء، عُنصُرَيها المُتَلازِمَينِ المُتساوِيَين. وإذا كان لمعنى الوطنيّةِ تحديداً واحداً، حسبَ القاموسِ السياسيّ الدَّوليّ، وحسبَ دساتيرِ البلدانِ وقوانينِها النّاظمة، فإنّ فسيفساءَ تفسيرِ هذا المفهومِ، في بلادِنا، ينسحبُ على كاملِ الشَّعب، فكلُّ واحدٍ يُنَظِّرُ في هذه المسألةِ، على ذَوقِهِ، وتِبعاً لانتماءاتِهِ، وتوجّهاتِهِ، وارتباطاتِهِ، داخليّةً أو خارجيّة، بحيثُ باتَ لدينا أكثرَ من أربعةِ ملايين تحديدٍ للوطنيّة. إستِهلالٌ يُنصَحُ به : الولاءُ، في اللغة، هو الوفاءُ، والإخلاصُ، والمُناصَرَةُ، والتَّأييد. وهو، في القاموسِ السياسيّ، مبدأٌ أَخلاقيٌّ يُشكِّلُ مِحورَ كلِّ الفضائلِ الوطنية، أو هو الواجبُ الوطنيُّ الرئيسيُّ، بين الواجباتِ كلِّها. من هنا، يتخطّى الولاءُ المفهومَ النظريَّ البَحت، فلا يعودُ مُجرَّدَ دفاعٍ لَفْظِيٍّ عن الوطن، بل يَستوجِبُ التَّعبيرَعنه بالأفعال، والسّلوك، وذلك للسَّيرِ بالوطنِ نحوَ تحقيقِ الآمالِ العريضةِ الوا...
اشترك في خدمة Premium من "النهار"