الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

كيف استولت إسرائيل على الحكم في أميركا

المصدر: "النهار"
Bookmark
مبنى الكاببيتول.
مبنى الكاببيتول.
A+ A-
رياض طبارة تعود أصول الصهيونية السياسية، وبالتالي اللوبي الصهيونيِ، بحسب معظم المؤرخين لهذه الحركة، إلى تاريخ نشر كتاب ثيودور هرتزل بعنوان "الدولة اليهودية" سنة 1896 و"المؤتمر الصهيوني الأول" الذي نظمه هرتزل ورفاقه في مدينة بازل السويسرية السنة التي تلتها. أقام هرتزل علاقات وثيقة مع كبار الشخصيات السياسية البريطانية، عارضاً عليهم فكرته في تأسيس دولة يهودية في فلسطين. ركز صديقه اليهودي الروسي حاييم وايزمان على تعميق صداقته مع وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور، كما تقاسمت الزمرة المحيطة بهما الأدوار في التأثيرعلى حفنة من المؤثرين في القرار السياسي. فبريطانيا كانت القوة العظمى عالمياً (الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس)، وبعد الحرب العالمية الأولى، أصبحت سلطة الانتداب على فلسطين. العقبة الكبرى التي واجهتها هذه المجموعة الصهيونية جاءًت من المؤسسات اليهودية داخل إنكلترا. أكبر مؤسستين يهوديتين كانتا في حينه "مجلس نواب اليهود البريطانيين" (the Board of Deputies of British Jews) و"الجمعية الإنجليزية اليهودية" (Anglo-Jewish Association) وكانتا معاديتين للصهيونية، بخاصة فكرة تأسيس دولة يهودية في فلسطين. غير أن المثابرة الشرسة للوبي الصهوني بقيادة وايزمان استطاعت انتزاع موافقة الحكومة االبريطانية على دعم مطلب اللوبي بتأسيس دولة يهودية في فلسطين، مقابل مساندة يهودية لبريطانيا في الحرب العالمية الأولى. جاءت هذه الموافقة، المعروفة بوعد بلفور، بشكل رسالة بتاريخ 2. 11. 1917، موقعة من وزير خارجية إنكلترا آرثر بلفور، موجهة إلى ليونيل والتر روثشيلد، الرئيس الفخري، وأحد كبار الممولين، للحركة الصهيونية، مرسلة إلى عنوان منزله، 148 بيكادللي، هذا نصها:عزيزي لورد روثشيلد تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قوميّ للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر.بعد الرسالة تكثفت الهجرة اليهودية إلى فلسطين خاصة بعد 1920 عندما أصبحت إنجلترا دولة الإنتداب. بقيت الأمور على حالها حتى أبواب الحرب العالمية الثانية. فبحلول سنة 1939 كانت العلاقة الإنجليزية مع اللوبي الصهيوني قد انقلبت بالكامل إذ كانت بريطانيا في طور تهدأت خاطر هتلر لتفادي الحرب. في تلك السنة حدّت إنجلترا من هجرة اليهود إلى فلسطين بشكل كبير ودبّ الخلاف بين الحكومة البريطانية واللوبي الصهيوني الذي اعتبر بعد ذلك أن "بريطانيا هي عدو اليهود." عندها تحرك الإرهاب اليهودي ضد االإنكليز في فلسطين، وانتظم رسمياً سنة 1945 عندما أسست الوكالة اليهودية في فلسطين المنظمات الإرهابية الثلاث، ألهاغانا والإيرغون وعصابة شترن. نتيجة لهذه المواجهة الصهيونية البريطانية،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم