لماذا نزع بوتين سترته المدنية وانتعل "بوطينه" العسكري؟

المحامي دياب عازوري لقد تأكّد لغالبية شعوب العالم اليوم أنه منذ زمن الزمن حتى يومنا هذا، السبب الرئيسي للأزمات العالمية منشأه الأساسي اقتصادي، لذا يكون هدفه الرئيسي السيطرة على الثروات الكبرى الكائنة في مصادر المياه والنفط والغاز والمعادن إضافة إلى السيطرة على المسارات البحرية الحيوية التي تؤمن وصول تلك الثروات إلى مقصدها مثال الحرب التي اندلعت على مصر عام 1956 والتي عُرِفت بالعدوان الثلاثي بسبب تأميم قناة السويس، كما أن قناة بنما أحدثت توتراً بين أكبر دولتين مستخدمتين للقناة وهما الولايات المتحدة الأميركية والصين، وذلك بعدما سحب الرئيس البنمي آنذاك كارلوس فاريلا عام 2017 اعترافه بتايوان ووطّد علاقاته مع الصين، إذ تكمن أهمّية تينك القناتين في مرور عشرات السفن يومياً بقصد التجارة العالمية فضلاً عن أهمية المضائق البحرية كباب المندب والدردنيل والبوسفور وجبل طارق وغيرها من المواقع الاستراتيجية، إذ تبقى كل هذه الأماكن مشاريع أزمات مستقبلية إذا طمع أي فريق عالمي بالسيطرة والهيمنة أو في حال إخلال أي من الأطراف بتعهداته تجاه أي فريق، فتتحوّل حينها مواقعها من ممرات بحرية إلى أماكن حربية. بناءً على ذلك وتبعاً لما سبق، يتأتّى عادة سبب الأزمات من خارج الدائرة التي تنطلق منها بؤر التوتر إذ يتغّذى السبب تدريجاً من خلال التصريحات التهجمية التي يتقنها جيداً زعماء الدول بعضهم ضد بعض بغية تقوية سيطرتهم داخلياً ومدّ نفوذهم خارجياً، ثم تليها في مرحلة تصعيدية لاحقة موجة من التهديدات المتبادلة وجب وصفها بالدائرة الصغرى أو الحلقة الضيِّقة للأزمة، فإذا...