بحثاً عن وطن خارج الوطن

الدكتورة سلوى شكري كرم*يعيش بلدنا اليوم أسوأ مرحلة من مراحل وجوده وكيانه ومصيره، حيث تتجاذبه الأحداث والأحاديث، في الأروقة المخفيّة أو في العلن المعلوم، سواء من قبل أفراد سياسيين، صغار، باعوا بلدهم للمجهول، وباعوا شعبهم ومصير شبابه وأطفاله، أو من قبل دول عربية وغربية لا تريد من لبنان سوى تحقيق مبتغاها هي ومصالحها هي وأطماعها هي، وهذا الأمر بديهي. لذلك ما كان ولا يكون، تالياً، في الوقت الحالي، من شبابنا المتعلم والحالم والطامع بلبنان الغد، لبنان الرقيّ والعلم والانفتاح والازدهار، سوى الهجرة، بحثاً عن وطن خارج الوطن، بغية تحقيق العيش الكريم واللائق والمحافظة على الكرامة والحد الأدنى من مكوّنات العيش السليم، تحت راية السلام والهدوء والطمأنينة والعدالة والمساواة، وهي كلها أمور ومعطيات بات الوطن اللبناني يفتقدها أو على الأقل يفتقد معظمها، والأمر يزداد سوءاً يوماً بعد يوم.وتُعدّ الهجرة اللبنانية فصلاً من فصول تاريخ لبنان، وقد أسهمت بكتابة أمجاده وكفاحه وشهدت...