الإثنين - 16 أيلول 2024
close menu

إعلان

الإمام الصَدر أُمّةٌ في رَجُل

المصدر: "النهار"
Bookmark
الإمام موسى الصدر.
الإمام موسى الصدر.
A+ A-
الدكتور خليل حمدانعضو هيئة الرئاسة في حركة أمل  تتزاحم الكلمات على أعتاب سيرة الإمام السيد موسى الصدر وسموّ إنجازاته، ولا سيما أنه حَمَل تَعبنا بامتياز، ونفض عنا غبار السنين، وأخذ بيدنا مدافعاً عن المحرومين في لبنان ومن جميع الطوائف، ناصراً لهم وهو يقول ليتني أستطيع إنقاذ جميع المحرومين في العالم، فهو عصيّ على الاختزال في سيرته. وقد يعتري المرء شحّ عندما يحاول الإيجاز لسيرة راكمها بجد وجهاد في حله وترحاله. فهو كسنديانةٍ تعشقها القمم، طالما فتح أبوابه على درب الأنبياء والصدّيقين في سبيل الله من أجل الإنسان أينما كان، بل يمكن تظهير الصورة بشكل أعمق عندما تتجسد أفعاله وأقواله بحمل هموم الأمة وإشهار أهدافها، فيصدق فيه القول أمّة في رجل. فهو المسكون بحب الفقراء والمعذبين وهو الحامل للواء المظلومين، فتناقلت الألسن ورسمت الأقلام تحت رسم شخصه "أمل المعذبين وصرخة مستمرة في وجه الطغاة"، أجل. على درب النبيين والأئمة الصالحين ارتضى ومضى مصداقاً للآية الكريمة: "إن إبراهيم كان أمّة". إن المتتبع لسيرة الإمام المغيب السيد موسى الصدر منذ الولادة تستوقفه البيئة الحاضنة له والملكات الشخصية التربوية والعلمية والجهادية التي جعلته مبكراً في مصاف الكبار بل العظماء، ونظراً لشمولية اطلاعه وموسوعيته الفكرية، سواء على مستوى الحوزة الدينية أو لخوضه تجربة انتسابه للجامعة في كلية الحقوق في طهران، وكذلك بتجربته النضالية في وجه شاه إيران عندما خط بقلمه وهو في سن الرابعة عشرة حيث كتب في جريدة "أُستُوار" الإيرانية مقالات بعنوان: "إلى متى العذاب"، منتقداً سياسة الشاه الظالمة بحق الشعب الإيراني ووعود حكومته الكاذبة التي تَعِدُ ولا تفي. وكذلك أدرك الإمام مبكّراً ضرورة بناء مدارس تُبعِد التلاميذ عن ثقافة التربية الموجّهة التي تكبّل الوعي وتعمل على محو الذاكرة، وكأنّ الإمام الصدر يحاول أن يُبعِد شبح قصف العقول عن الناشئة. في مطلع شبابه قرر الامام الصدر إنشاء المدارس الأهلية مقابل المدارس الحكومية، وبالمتابعة والضغوط، حصل على إجازة تأسيس أول ابتدائية في قم سُمّيت باسمه (ابتدائية الصدر)، وتحت إشرافه وإدارته، فكانت تلك البذرة التي نمت في ما بعد لتثمر الكثير من المدارس الأهلية هناك. إضافة إلى ذلك كانت اهتمامات الإمام الصدر بمخاطبة الشباب المثقفين والجامعيين خاصة لمواجهة محاولات تشويه الفكر الرسالي القرآني، فبعد عودته من العراق عام 1958 إلى قم أصدر العدد الأول من مجلة مكتب إسلام أو مدرسة الإسلام، طرح فيها قضايا اقتصادية معاصرة بدعم من آية الله البروجردي، فنالت اهتمام الشهيد مطهري والشهيد بهشتي وعدد من كبار العلماء خاصة مقالات الإمام الصدر حول المذهب الاقتصادي في الإسلام إذ كانت تحاكي العصر ومن الأبحاث الحديثة في ذلك الوقت. الإمام الصدر في العراقحافظ الإمام الصدر على تفوّقه كما كان في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم