النهار

3 مراحل لمقترح هدنة غزة الجديد... وإسرائيل تُحدّد موعد اجتياح رفح
المصدر: النهار العربي، ا ف ب، رويترز
الوسطاء عرضوا مقترحاً جديداً في جولة المفاوضات الأخيرة بالقاهرة لوقف إطلاق النار على 3 مراحل
3 مراحل لمقترح هدنة غزة الجديد... وإسرائيل تُحدّد موعد اجتياح رفح
غزة أصبحت منطقة منكوبة (أ ف ب)
A+   A-
كشفت مصادر وفق ما نقلت عنها لقناة "الجزيرة" القطرية مساء اليوم الاثنين، تفاصيل مقترح جديد بجولة المفاوضات التي تشهدها العاصمة المصرية القاهرة سعياً لتتوصل إلى هدنة جديدة في قطاع عزة.

وقالت المصادر إن "الوسطاء عرضوا مقترحاً جديداً في جولة المفاوضات الأخيرة بالقاهرة لوقف إطلاق النار على 3 مراحل"، مشيرة إلى أن "المقترح تضمن عودة النازحين المدنيين غير المسلحين إلى شمال القطاع دون تحديد أعدادهم، وقبول إسرائيل فتح شارعي الرشيد وصلاح الدين وتمركز قواتها على بعد 500 متر منهما، بالإضافة إلى إدخال 500 شاحنة مساعدات يوميا إلى قطاع غزة بما في ذلك الشمال".
 
كما تضمن المقترح وفق المصادر ذاتها، "إفراح إسرائيل عن 900 أسير فلسطيني بينهم 100 من ذوي أحكام المؤبد في المرحلة الأولى"، في ما "لم يتضمن المقترح عدد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم بالمرحلة الثانية أو انسحاب إسرائيل". 
 
ونقلت "رويترز" عن القيادي في "حماس" علي بركة قوله: "الحركة ترفض أحدث مقترح إسرائيلي لوقف إطلاق النار"، في حين نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن مصدر مطلع تأكيده أن "هناك نقاطاً شائكة تتمثل في رفض إسرائيل طلب حركة حماس عودة السكان لشمال غزة... الوضع متقلب للغاية رغم منح مدير الموساد تفويضا واسعا لكن ذلك لم يؤد إلى شيء مهم". 

البيت الأبيض: ننتظر رد حماس
من جهته، قال البيت الأبيض إن مدير المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز زار القاهرة في مطلع الأسبوع لإجراء "جولة جادة" من المباحثات لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة "حماس" في غزة، مشيرا إلى أن الحركة الفلسطينية تدرس حاليا اقتراحاً جديداً.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن الولايات المتحدة تأخذ المباحثات على محمل الجد وتأمل في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في أقرب وقت ممكن لأنه سيؤدي أيضا إلى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع تقريبا.

وأضاف أن أكثر من 300 شاحنة مساعدات دخلت غزة أمس الأحد، لكن البيت الأبيض سيواصل الضغط على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من إمدادات المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني.
 
 
 الاستعداد لعملية رفح
يأتي ذلك، بينما يستعد القادة الإسرائيليون لعمليات عسكرية في مدينة رفح ‏جنوب غزة التي نزح إليها غالبية سكان القطاع، بعد ستة ‏أشهر من الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة "حماس".

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه تم تحديد موعد لشن هجوم على مدينة رفح، لكنه لم يحدد هذا الموعد، وكرر أن "الانتصار على مقاتلي حماس يتطلب دخول رفح والقضاء على الكتائب الإرهابية هناك"، مؤكدا في مقطع مصور أن "الأمر سيحصل، تم تحديد موعد".  

في أعقاب ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن الولايات المتحدة لم تطلع على موعد الاجتياح الإسرائيلي لرفح.
 
وأضاف ميلر للصحافيين أن واشنطن لا تريد أن ترى أبدا غزواً واسع النطاق لرفح، الملاذ الأخير للفلسطينيين النازحين في غزة.  
 
تضارب أنباء
 
وفي وقت سابق اليوم، أفاد مسؤول في "حماس" لـ"رويترز" اليوم الإثنين بأنّه لم يتم إحراز تقدّم في جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار بالقاهرة والتي تشارك فيها وفود من قطر والولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك بعد وقت قصير من إعلان مصدرين مصريين عن إحراز تقدّم في جدول الأعمال.
 
وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، لـ"رويترز": "ليس هناك أي تغيير في مواقف الاحتلال ولذا لا جديد في مفاوضات القاهرة".

وأضاف "لا يوجد تقدّم حتّى اللحظة".
 
بدوره، أفاد مصدر قيادي في "حماس" لقناة "الجزيرة" القطرية بأن "الموقف الإسرائيلي ما زال يضع العراقيل أمام التوصّل إلى اتفاق".
 
وأضاف: "الرد الإسرائيلي الذي تسلّمناه لا يشمل وقفاً دائماً لإطلاق النار ولا انسحاباً من القطاع".
 
وذكر أن "عودة النازحين حسب الرد الإسرائيلي غير آمنة وتتم من معابر تحت سيطرة الاحتلال، كما أن ردّهم يشترط عودة النازحين إلى مخيمات إيواء وليس إلى مناطقهم وبيوتهم".

وذكرت قناة "القاهرة" الإخبارية التابعة للدولة في وقت سابق من اليوم الإثنين نقلاً عن مصدر مصري رفيع أنّه تم إحراز تقدّم بعد التوصّل إلى اتفاق بين الوفود المشاركة بشأن القضايا قيد المناقشة.
 
ويحاول الوسطاء المصريون والقطريون والأميركيون منذ ‏أسابيع التوصل إلى اتفاق على هدنة في الحرب الدائرة منذ ‏السابع من تشرين الأول (أكتوبر) بين حركة "حماس" وإسرائيل ‏إثر هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على الدولة ‏العبرية.‏ 

ويفترض أن تشمل الهدنة إطلاق سراح أسرى محتجزين في ‏غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.‏

ونقلت القناة المصرية عن المصدر أنّ الوفدين الأميركي ‏والإسرائيلي سيغادران القاهرة خلال ساعات على أن تستمر ‏المشاورات خلال الـ48 ساعة المقبلة.‏

وبحسب المصدر نفسه فإنّ وفدي قطر وحماس غادرا ‏بدورهما القاهرة على أن يعودا إليها "خلال يومين للتوافق ‏على بنود الاتّفاق النهائي".‏

وعُقدت في الأشهر الأخيرة جولات مفاوضات عديدة عبر ‏الوسطاء الدوليين: مصر وقطر والولايات المتحدة، لكنّها لم ‏تثمر عن اتفاق حتى اليوم.‏

وتتبادل "حماس" وإسرائيل الاتهامات بعرقلة الجهود الرامية ‏للتوصل إلى اتفاق.‏
 
تصاعد الضغوط
وتصاعدت الضغوط الدولية على إسرائيل لوضع حد للحرب، ‏ودعت الولايات المتحدة، الحليفة التاريخية لإسرائيل، إلى ‏هدنة واتفاق لإطلاق سراح الرهائن وتكثيف إمدادات ‏المساعدات.‏

وسحبت إسرائيل الأحد قواتها من مدينة خان يونس الواقعة ‏أيضا جنوب القطاع.‏

غير أن وزير الدفاع يوآف غالانت قال إن القوات غادرت ‏خان يونس "استعدادا لمواصلة مهامها ... في منطقة رفح".‏

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال قبل ‏ساعات "نحن على بعد خطوة واحدة من النصر".‏

وعلى الأرض، واصلت إسرائيل قصفها الإثنين لمنازل المواطنين وسط وجنوب قطاع غزة ما أدى إلى سقوط ضحايا، واستهدفت أيضاً مخيّم المغازي.
 
وأعلنت وزارة الصحّة في القطاع أن 33207 فلسطينيين قُتلوا وأصيب 75933 آخرون في الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع.
 
وعاد عشرات النازحين الفلسطينيين من رفح ‏الأحد إلى خان يونس، مباشرة بعد الانسحاب الإسرائيلي الذي ‏سبقته غارات على المدينتين، بحسب صور لوكالة "فرانس ‏برس".‏

سيرا على الأقدام أو بالسيارات أو على عربات تجرها ‏الحمير، أظهرت الصور رجالا ونساء يسيرون في مدينة ‏أصبحت حقلا من الخراب.‏

وقال محمد يونس (51 عاما)، وهو أب لستة أبناء من سكان بيت ‏لاهيا في شمال القطاع حيث الجوع ونقص الغذاء أكثر إلحاحا، ‏‏"ماذا أقول؟ الحيوانات تعيش أفضل منا".‏

وتابع "ماذا يريدون (الإسرائيليون) أكثر مما فعلوه؟ ستة ‏شهور، يعني نصف عام والقصف والتجويع مستمران. من لم ‏يمت بالقصف يموت من الجوع".‏ 
 
 
 
واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) مع شنّ ‏حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أوقع ‏‏1170 قتيلا غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة ‏‏"فرانس برس" استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.‏

كذلك خُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصاً ما زال 129 ‏منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق ‏تقديرات رسمية إسرائيلية.‏

وردّت إسرائيل متعهدة "القضاء" على حماس، وهي تشنّ منذ ‏ذلك الحين حملة قصف مكثف وهجوما بريا واسع النطاق، ما ‏تسبب وفق وزارة الصحة التابعة لحماس بمقتل 33175 ‏شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وخلّف دمارا هائلا.‏
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium